للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإذا أصبح أهل الذِّكر وقد رطَّبوا ألسنتهم بذكر الله تعالى أصبح أهل الغفلة وقد ملئوا أفواههم باللغو والباطل!

قال نصر بن محمد السمرقندي: «ويقال: الناس يُصبحون على ثلاثة أصناف: صنفٌ في طلب المال، وصنفٌ في طلب الإثم، وصنفٌ في طلب الطريق .. فأما من أصبح في طلب المال فإنه لا يأكل فوق ما رزقه الله تعالى وإن أكثر المال، ومن أصبح في طلب الإثم لحقه الهوان والإثم، ومن أصبح في طلب الطريق آتاه الله تعالى الرزق والطريق! ».

والغافلون عن ذِكر الله فقدوا حظَّهم من الحياة الحقيقية، وأضاعوا نصيبهم من ثواب الله الوفير!

وقد شبَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - حال الغافلين بأسوأ مثال!

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من قومٍ يقومون من مجلسٍ لا يذكرون الله فيه؛ إلاَّ قاموا عن مثل جيفة حمار! وكان لهم حسرة» (١).

أخي المسلم:

هذا مثل ضربه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأولئك الذين يجتمعون لغير ذكر الله تعالى، وهو تنفيرٌ شديدٌ عن مجالس الغفلة، والتي يخوض أهلها في اللغو من القول.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما جلس قومٌ مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم


(١) رواه مسلم.

<<  <   >  >>