صلَّى الفجر، ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريبٍ من انتصاف النهار، ثم التفت إليَّ وقال: هذه غدوتي، ولو لم أتغدَّ الغداء سقطت قوتي! أو كلامًا قريبًا من هذا».
وقال ابن القيم أيضًا:«وقال لي مرة: لا أترك الذِّكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها؛ لأستعدَّ بتلك الراحة لذِكرٍ آخر، أو كلامًا هذا معناه.».
وقال:«وقال لي مرة: المحبوس من حُبس قلبه عن ربِّه تعالى! والمأسور من أسره هواه! ».
أخي المسلم:
لقد كانت تلك رحلةٌ قصيرةٌ في رياض الذاكرين، تفهم منها ما كان عليه الصالحون من سلف هذه الأمَّة من صدق العبادة والجدِّ في القصد، حتى غدوا أريجًا يملأ الأكوان شذى وعرفًا، فلا يفوتنك ركب الذاكرين، وأقبل على ربِّك تعالى؛ وقف ببابه للخدمة، وعفر الوجه؛ عسى أن تفوز بالزلفى ورفعة الدرجات، فإن ذكر الله تعالى أغلى بضاعة تفوز بها في الدنيا، وأنفع زاد تقدم به يوم القيامة! فبادر إلى طريق الذاكرين، واطرد الغفلة وطول الأمل، واسأل الله تعالى أن يعينك على ذِكره وشُكره وحُسن عبادته.
والحمد لله تعالى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.