للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نماذج من حياة الذَّاكرين

أخي المسلم: إنَّ لله عبادًا شغلهم ذكره عن كلِّ مذكور؛ فهم في رياض ذكره يتقلَّبون، وفي نعيم قُدسه يمرحون!

اغتنموا الساعات في ادِّخار البضاعة الباقية، وسارعوا في الاستزادة من الرصيد الباقي .. إذا انشغل الناس بالقيل والقال رأيتهم منشغلين بذكر مولاهم تبارك وتعالى .. وإذا انشغل الناس بالدينار والدرهم رأيتهم مشغولين بجمع الباقيات الصالحات!

وهذا باقةٌ من حياة هؤلاء القوم؛ تقف بك على الحياة السعيدة حقًا، وعلى تلك الرياض الناضرة!

لقد كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - سيد الذاكرين وقدوة المتبتلين .. تصف لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حاله؛ فتقول: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كلِّ أحيانه» (١).

وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: «أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى حتى انتفخت قدماه». فقيل له: أتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ ! فقال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا» (٢).

وهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه لَمَّا حضرته الوفاة، قال: «اخنق خنقك، فوعزَّتك إني أحبك، اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني ما كنت أحب البقاء في الدنيا


(١) رواه مسلم.
(٢) رواه البخاري ومسلم.

<<  <   >  >>