هذا مأخوذ من ناشئة الليل وتمني بعض المثقلين بالدين دوام الليل فقال:
ألا ليت النهار يعود ليلا ... فإن الصبح يأتي بالهموم
دواع لا نطيق لها قضاء ... ولا ردا وروعات الغريم
قوله ولا ردا من التتميم الحسن وقول امرئ القيس فيا لك من ليل كأن نجومه إلى آخر الأبيات قالوا إن البيت الأخير مكرر فضل لا معنى له ولا فائدة فيه لأن الثريا في جملة النجوم وقد اكتفى بذكرها في البيت الأول فيا لك من ليل كأن نجومه ولم أجد لأحد من علماء البديع من وجه وجها لامرئ القيس في ذلك قال الشيخ والوجه عندي أن من عادة العرب إذا ذكرت جملة أن يستثنى أشرفها منها ويفرد بالذكر عنها ليدل على شرفه وفضله ومثله في القرآن العزيز (وفيهما فاكهة ونخل ورمان) والنخل والرمان من جملة الفاكهة فلما ذكر امرؤ القيس النجوم استثنى الثريا وأفراها ليدل على شرفها وفضلها
القاضي التنوخي
وليلة كأنها يوم أمل ... ظلامها كالدهر ما فيه خلل
كأنما الإصباح فيها باطل ... أزهقه الله بحق فبطل
ساعاتها أطول من يوم النوى ... وليلة الهجر وساعات العدل
مؤصدة على الورى أبوابها ... كالنار لا يخرج منها من دخل
وهذا مستملح وإن لم يكن مختارا من التشبيه لأن إخراج المحسوس إلى ما ليس بالمحسوس في التشبيه به خفاء.
ابن المعتز
كأن نجوم الليل في حجراتها ... دراهم زيف لم تحرر على النقد
يريد أن نجومه واقفة ليست تسير كأنها دراهم زيف ليست بنقد فتصرف.