للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالبحر ويقال لليل إذا أسود أخضر قال الراجز يخاطب ناقته: (وعارضي الليل إذا ما أخضرا) وقال الشماخ:

وليل كلون الساج أسود مظلم ... قليل الوغى داج ولون الأرندج

أي قليل الأصوات والأندج الجلود السود التي يقال لها بالفارسية رنده وجمع الساج سيجان ومما يحكى من الاستشهاد على أن الساج الطيلسان أن أبا دلامة كان شاعرا خفيف الروح مقبولا عند خلفاء بني العباس، وكان ماجنا منهمكا على الخمر فحظر عليه الخليفة شربها وأمر الشرطي متى وجده سكرانا أن يخرق طيلسانه ويحبس في بيت الدجاج، فأخذ سكرانا فحبس فلما أصبح كتب إلى الرشيد.

أمير المؤمنين فدتك نفسي ... علام حبستني وخرقت ساجي

أقاد إلى السجون بغير ذنب ... كأني بعض عمال الخراج

ولو معهم حبست لهان ذاكم ... ولكني حبست مع الدجاج

دجاجات يطيف بهن ديك ... تناجي بالصياح إذا يناجي

فضحك منه الرشيد وأطلقه وفي شعر ذي الرمة الزويري:

وليل كأبناء الزويري جبته ... بأربعة والشخص في العين واحد

قال: الزويري الطيلسان وهي الأكيسة الخضر الزويرية قال المصنف: وكذلك أثبت في

كتاب الأنواء لأبي حنيفة الدينوري.

لغز في السنة

أربعة وهي ثلث واحدة ... كثيرة العد وهي ثنتان

دائمة السير لا يدان لها ... تقطع أرضا ولا جناحان

أراد بالأربعة الفصول وهي ثلث واحدة أراد أن الأربعة ثلث السنة وكثيرة العد أراد الأيام وهي ثنتان أي أنها أي أنها في الغالب شتاء وصيف كما قال عز وجل رحلة الشتاء والصيف والبيت الثاني ظاهر لأنها تسير وتتصرم وليس لها عضو تتحرك به.

<<  <   >  >>