للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن كانت من الطير فإن هذا وهي تحبل وتلد وتحيض وترضع وزعم صاحب المنطق أن ذوات الأربع كلها تحيض على اختلاف في القلة والكثرة والزمان والخضرة والصفرة والغلط

والرقة وليس في سائر الطير ما يحيض ولا يبيض إلا الخفافيش وبلغ من ضن الخفافيش يولدها وخوفها عليه أنها تحمله تحت جناحها وربما قبضت عليه بفمها قبضا رقيقا وربما أرضعته وهي تطير وتقوى من ذلك ويقوى ولدها على ما لا يقوى عليه الحمام وسباع الطير وربما أتأمت الخفاش أنه من الطير وليس له منقار مخروط وله فم فيما بين مناسر السباع وأفواه البوم وفيه أسنان حداد صلاب مرصوفة من أطراف الحنك إلى أصول الفك إلى ما كان في نفس الخطم وقد عرفت درب أسنانها ومن أعاجيبها تركها البراري والقفار وقصدها منازل الناس وأرفع مكان وأحصنه من البيوت فتتوطنه وأنها طويلة العمر حتى تجوز حد العقاب والورشان إلى النسر وتجور حد الفيلة والأسد وحمير الوحش إلى أعمار الحيات وإن أبصارها تصلح على طول العمر فيقال أن التي يطرن في القمر من المسنات المعمرات وإن أولادهن إذا بلغن لم تقو أبصارهم على ضياء النور وإنها تصبر على فقد الطعام وأنها تضخم وتجسم وتقبل اللحم على الكبر والسن والنساء وأشباه النساء يزعمون أن الخفاش إذا عض إنسانا فلا يدع سنه من لحمه حتى يسمع نهيق حمار وحش. قال: فما أنى فزعي من مس الخفافيش ووحشتي من قربها إلى أن بلغت والذي لا يبصر بالليل من الناس تسميه الفرس سكون وتأويله أعمى ليل وليس له في لغة العرب أسم أكبر من أنه يقال للذي يبصر بالليل من الناس به هذيل وأما الأغطش فإنه سيئ البصر بالليل والنهار وإذا كانت المرأة رديئة البصر بالنهار قيل لها

<<  <   >  >>