وقت السحر، وبعد صلاة الصبح. «وأجود الأوقات للحفظ: الأسحار، وللبحث: الأبكار، وللكتابة: وسط النهار، وللمطالعة والمذاكرة: الليل»(١).
كما أن مكان الحفظ مهم جدّا، فلا يصلح مكان العمل مكانا للحفظ، ولا تصلح وسيلة المواصلات كذلك، كما أنه لا يصلح مكان يتجمع الناس فيه ليكون مكان حفظ، وأفضل
مكان هو المسجد، أو في الخلاء بين المزارع، أو في البر، ويحفظ الإنسان في بيته في غرفة خالية، بعيدا عن إزعاج أطفاله.
[٥ - لا تنتقل لحفظ جديد حتى تضبط القديم:]
إنك إذا انتقلت لحفظ جديد، دون أن تضبط القديم كما ينبغي، تشتت ذهنك، فلن تضبط جديدا ولا قديما، وكان القرآن في ذهنك مشوشا، وذلك لأن القلوب والعقول أوعية، ولكل وعاء قدر يحفظه، فلا تتجاوزنّ قدر وعائك.
وأوصيك بتكرار ما تحفظ في صلاة النوافل، وبخاصة قيام الليل، فقد أرشدني أخي وأستاذي الدكتور محمود عبد الملك إلى هذه الطريقة فقال لي: إذا حفظت شيئا فتهجد به في يوم حفظك، وادع الله أن يعيه عقلك وقلبك، ففعلت فأفدت كثيرا، بارك الله فيه.
[٦ - حافظ على رسم واحد لمصحفك:]
إذا بدأت الحفظ في مصحف له رسم معين، وعدد سطوره معروفة فلا تحفظ، ولا تقرأ في غيره، وذلك لأن عقل الإنسان يحفظ الجزء في مضمون كله؛ بمعنى: أن العقل يرسم الصفحة ويحدد موقع الكلمة فالعقل يحفظ الكلمة وهي الجزء في مضمون الكل وهي الصفحة.
وقد التقيت بإخوة حفظوا على طبعة معينة ذات أسطر محددة، وسافروا وتركوا مصاحفهم، ولم يجدوا في أماكن إقامتهم الجديدة مصاحف طبعتهم التي
(١) صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل.