واقرأ قوله سبحانه: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (فصلت ٣٤). فإنه عند ما أمرنا أن ندفع بالحسنى، أثار فينا تلك الرغبة في أن نجد بجوارنا الناصر والمعين نستكثر منهما، حتى لينقلب العدو بتلك المعاملة، كأنه صديق حميم.
وعند ما حثنا على الصدقة، اتكأ على غريزة حب النفس، تلك الغريزة التى تستكثر بمقدار ما تستطيع من الخير، فأبان القرآن أن ما سنبذله من صدقة سوف يعود خيره علينا أضعافا مضاعفة، قال سبحانه: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة ٢٦١).
واستمع إليه ينهى عن نسيان الله: فيذكرنا بعاقبة ذلك، وأن الله سوف يصرف هؤلاء الناسين عن خيرهم فيفسقون، ويصور لنا الفرق الشاسع بين أصحاب النار وأصحاب الجنة، ويذكرنا بالفوز الذى يظفر به من لا ينسى الله، قال سبحانه: