الباب الثاني التفسير النبويّ الصّحيح وبمشيئة الله تتبعت ما ورد في كتب الصحاح والسنن من أحاديث نبوية تدور حول تفسير آيات القرآن، ثم انتقيت منها الصحيح، وقدّمت في ذلك ما ورد في صحيح البخاري، وجعلته الأساس، ثم قارنت ذلك بما ورد في صحيح مسلم وسنن الترمذي، وأحيانا أستأنس بغيرها مما ورد في السنن، وحتى فيما ورد في كتب أسباب النزل، خاصة في كتاب أسباب نزول القرآن للواحدي، وأسباب النزول للسيوطي.
لكن أهم ما اعتمدت عليه صحيح البخاري لأنه أصحّ كتاب بعد كتاب الله تعالى.
ولعل في هذا العمل مزيدا من التعب والمشقة، لكن لا ضير في ذلك ما دام الهدف هو إبعاد كتب التفاسير عن الإسرائيليات والموضوعات والبدع ونحو ذلك، ولا يكون ذلك إلا بجمع الأحاديث النبوية، وخاصة الصحيحة منها، ليتكون لدينا التفسير الصحيح.
وهي ليست إلا محاولات متواضعة، فإن أصبنا الهدف أو قاربنا فذلك من فضل الله ومنّته، وإلا فإن كان هناك ملاحظات أو أخطاء فمردّ ذلك إلى طبيعة الإنسان وهي النسيان، سائلين الله تعالى العفو والرحمة والقبول مستشفعين بقوله تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا