للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موضوعة أو باطلة، فما هو العمل أمام ذلك كله؟!

لقد وضع المحققون من العلماء ضوابط دقيقة لحسن فهم السنة النبوية، أهمها (١):

[١ - فهم السنة النبوية في ضوء القرآن الكريم:]

فمهمة السنة أنها شارحة للقرآن، ومهمة الرسول أن يبين للناس ما نزل إليهم، وما كان للبيان أن يناقض المبيّن، ولا للفرع أن يعارض الأصل، فالبيان النبوي يدور أبدا

في فلك الكتاب العزيز لا يتخطاه.

لهذا كان حديث (الغرانيق) المزعوم مردودا بلا ريب، لأنه مناف للقرآن، ولا يتصور أن يجيء في سياق يندّد فيه القرآن بالآلهة المزيفة حيث يقول: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (٢٠) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (٢١) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (٢٢) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) (٢).

فكيف يعقل أن تدخل في سياق هذا الإنكار والتنديد والأصنام كلمات تمتدحهن، وتقول: (تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى)؟!

وكان حديث (شاوروهنّ وخالفوهنّ) في شأن النساء باطلا مكذوبا لأنه مناف لقوله تعالى في شأن الوالدين مع رضيعهما: (فَإِنْ أَرادا فِصالًا عَنْ تَراضٍ مِنْهُما وَتَشاوُرٍ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما) (٣).

[٢ - جمع الأحاديث الواردة في الموضوع الواحد:]

بحيث يرد متشابهها محكمها، ويحمل مطلقها على مقيدها،


(١) للتوسع يراجع كتاب: كيف نتعامل مع السنّة النبويّة، للدكتور يوسف القرضاوي:
٩٢ - ١٢٥.
(٢) النجم: ١٩ - ٢٣.
(٣) البقرة: ٢٣٣.

<<  <   >  >>