للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال سبحانه (يرفع الله الذي آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) (١) .

وحث العلماء على إشاعة المعرفة بين الناس، وتعليمهم الحق (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) (٢) .

الحث على تحريك العقل، واستثارة طاقاته في كل وقت، وعلى كل حالة بشتى الأساليب: (قل انظروا ماذا في السموات والأرض) (٣) (أولم يتفكروا في أنفسهم) (٤) (أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء...) (٥) الآية.

موافقة الإسلام للفطرة وإقناعه للعقل:

خلق الله الإنسان على هيئة خاصة به لا يشترك فيها معه شيء من مخلوقات الله – (فجاء فذاً في هذا الكون، إن في تكوينه العضوي، أو في خاصيته الجوهرية- التي هي التفكير العقلي) (٦) .

ومن مميزات فردية هذا الإنسان أن الهيئة التي فطر عليها معجزة حيرت العلم القديم والحديث " حيث تمتزج الفرديات العقلية، والتركيبية والأخلاطية بطريقة غير معروفة للإنسان" (٧) .

كذلك فإن مما لاحظه علم الإنسان أن هذا المخلوق يشتمل على عوالم متفردة متعددة بتعدد أفراده، فكل فرد له خاصية لا يشاركه فيها غيره من بني البشر "كل فرد يدرك أنه فريد، وهذه الوحدانية حقيقية" (٨) .

ولقد قرر القرآن الكريم من قبل هذه الحقيقة، حقيقة تفرد الإنسان في خلقه وطبيعته ووظيفته:

(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) (٩) .


(١) المجادلة من آية ١١.
(٢) البقرة ١٥٩-١٦٠.
(٣) يونس من ١٠١.
(٤) الروم من ٨.
(٥) الأعراف من ١٨٥.
(٦) الإنسان في العالم الحديث – جوليان هكسلي نقلاً عن الإسلام ومشكلات الحضارة – سيد قطب / (٣٩) .
(٧) الإنسان ذلك المجهول (٢٨٧) .
(٨) المصدر السابق (٢٨٩) .
(٩) البقرة من آية ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>