للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً) (١) .

(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) (٢) .

والإنسان بهذه الطبيعة الخاصة التي فطر عليها، والسنن التي قام عليها وجوده يحتاج إلى نظام حياة خاص به يتسق مع ما فطر عليه، ويراعي هذه السنن فلا يصطدم معها.

وهنا تبدو ميزة كبرى للإسلام عن غيره من المذاهب باتساقه مع فطرة الإنسان وتكوينه العقلي، يقول سبحانه (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (٣) .

قال العلماء "الفطرة هي الخلقة والهيئة التي في نفس الطفل، التي هي معدة، ومهيأة لأن يميز بها مصنوعات الله، ويستدل بها على ربه، ويعرف شرائعه ويؤمن به" (٤) .

والله سبحانه هو الذي خلق هذا الإنسان، وهو أعلم بالسنن، والأسرار التي خلقه عليها، وقد أنزل له نظاماً شاملاً لجوانب حياته، ومطابقاً لهذه الفطرة وهو الإسلام" إذ هو في سننه وفروضه وأحكامه ومبادئه يشمل الفطرة كلها ويطابقها تمام المطابقة" (٥) .


(١) الإسراء ٧٠.
(٢) التين ٤.
(٣) آية ٣٠ الروم.
(٤) الجامع لأحكام القرآن (٧/٢٩) .
(٥) الإسلام في عصر العلم للغمراوي (٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>