للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال - صلى الله عليه وسلم - ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صَفَر وفر من المجذوم فرارك من الأسد)) (١) .

فقوله: لا عدوى: نهي لهم عن الاعتقاد بأن المُعدي يخلق العدوى بالصحيح كما كان سائداً عندهم.

ونهاهم عن التشاؤم بالطير، حيث كانوا ينصرفون عن المضي في مقاصدهم بسبب اتجاه الطير إلى الجهة المخالفة لاتجاههم، أو بسبب نوع الطير الذي يقابلهم فور خروجهم.

والهامة: البومة: وكانوا يتصورون أن من وقعت على داره، فإنها تنذره بموت أحد أفراد عائلته- أو أن المقصود ما كانوا يتصورونه من أن روح المقتول- تخرج من القبر وتصيح مطالبة بأخذ الثأر من القاتل.

وصَفَر: هو الشهر المعروف، وكانوا يعتقدون أنه شهر دماء، وقتل، فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه وقت كسائر الأوقات لا يقتضي بذاته شؤماً ولا ضرراً إلا ما يفعله الإنسان.

وفي حديث آخر عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الرقى والتمائم والِتَولة شرك)) (٢) .

التميمة: شيء يعلق على الأولاد يعتقدون أنه يدفع عنهم الشياطين.

والتولة: شيء يصنع، يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها.

عدا عن هذا فإن القرآن والسنة حينما يعرضان حوادث الطبيعة والكون فإنهما يبعدان الخرافات، ويربطان بين الحوادث ربطاً موضوعياً- بين المقدمات والنتائج، وبين الأسباب والمسببات -كما في قوله سبحانه (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله) (٣) .


(١) صحيح البخاري، كتاب الطب، باب الجذام.
(٢) رواه أبو داود في كتاب الطب باب تعليق التمائم ٤/١١٢، وابن ماجه في نفس الكتاب والباب ٧/١١٦٧.
(٣) الروم من آية ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>