للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن العلم أثبت – واقعا- عكس هذه النتيجة، إذ كلما زاد ما يكتشفه العلم من دلائل عظمة الكون وامتداده كلما انفتح معه أفق أوسع للسؤال عما يكتنفه من أسرار وغوامض " وأقرب مثال لذلك الذرة التي كانت إلى عهد قريب متماثلة الأجزاء، فظهر أنها مركبة من نوعين من الكهرباء – سالب وموجب- وأنه من الممكن تحطيمها وفصل أجزائها، فتعود قوة مجردة – طاقة – تحتاج إلى بحث عن مصدرها خارج هيكل الذرة المحطم (١) .

وهكذا يعود الإنسان بعد تطوافه في الكون أكثر تساؤلاً عما يحيط به من رموز وأسرار، ويبقى "الإسلام" الذي أنزله خالق الكون والحياة والعليم بهما هو الذي يقدم الحل الناجع لهذه المشكلة، فيقنع العقل ويريحه من القلق والشقاء الذي يساوره أثناء وقوفه أمام هذه المجهولات.

محاربة الإسلام للخرافات والعوامل التي تحطم العقل:

جاء الإسلام والمجتمعات البشرية –خاصة العربية- تعج بأنواع الخرافات، والشعوذة، والأوهام التي استعبدت عقول الناس، وتلاعبت بها، من كهانة، وعيافة، وعرافة، وسحر، واعتقاد بتصرف بعض المخلوقات في أجزاء من هذا الكون، كالجن، والشياطين (٢) .

فحارب الإسلام هذه الخرافات، وحرر العقل البشري من سيطرتها، وتلاعبها به، جاء في صحيح مسلم ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)) (٣) . قال العلماء: هو من يذهب إلى من يدعي معرفة الأمور الغيبية، فيسأله على وجه التصديق لما يقول (٤) .


(١) الدين لدراز (١١٩) .
(٢) ليس هذا خاصاً بالمجتمعات القديمة، فحتى مجتمعات القرن العشرين –البعيدة عن هدى الله- ما تزال مرتعاً خصباً لهذه الخرافات مع بلوغها هذا الشأو البعيد في العلم المادي.
(٣) صحيح مسلم، كتاب السلام، حديث رقم ٢٢٣٠ جـ ٤.
(٤) انظر مجموعة التوحيد ١١٩ (قرة عيون الموحدين شرح كتاب التوحيد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>