للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن هذا التركيز الشديد في الدين الصحيح على رد الأمور كلها إلى مشيئة الله، لم يمنع المسلمين من البحث عن ((الأسباب الظاهرة)) في الكون المادي وفي الحياة البشرية، بلا تعارض في حسهم بين هذا وذاك.

وذلك أن الدين الصحيح –وقد رد كل شيء بحق إلى مشيئة الله وقدره (١) -نبه البشر إلى أن هناك سنناً كونية تعمل إرادة الله من خلالها في الكون المادي، كما أن هناك سنناً أخرى تعمل تلك الإرادة من خلالها في الحياة البشرية، ودعاهم إلى التعرف على هذه وتلك، الأولى ليقوموا بتعمير الأرض – وهو جزء من مهمة ((الخلافة)) التي خلق الإنسان من أجلها – والأخرى لتكون هذه الخلافة راشدة حين يتم تعمير الأرض بمقتضى المنهج الرباني.


(١) يقول تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) سورة القمر: ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>