الجزء الرابع من الإقليم الأول: يمر من أوله النيل المغربي على ثلاث درجات في بلاد بنته، وهم سود كفار يفصلون بين الكانم والنوبة، ثم يغوص في الرمال حيث العرض تسع درجات. ويمر تحت الأرض على زعمهم ملتوياً من الجنوب إلى الشمال فلا يظهر إلا حيث الطول ثمان وخمسون درجة والعرض إحدى عشرة درجة. ويلتوي كالقوس وظهره إلى المشرق فيقع في غربيه قاعدة النوبة دنقله حيث الطول ثمان وخمسون درجة ودقائق والعرض أربع درجات وخمس عشرة دقيقة. وفي جنوبها من مدن النوبة، نوابه التي سموا بها. وهي حيث الطول ثمان وخمسون درجة وثلاثون دقيقة والعرض تسع درجات. وفي جنوبها وغربيها مجالات زنج النوبة التي قاعدتهم كوشه خلف الخط. والنوبة نصارى. وفي غربي دنقله وشماليها من مدنهم المذكورة في الكتب علوه، وهي في شرقي النيل وشماليه. وبينها وبين دنقله مائة وسبعون ميلاً حيث الطول سبع وخمسون درجة والعرض ست عشرة درجة غير دقائق. وفي غربي علوه ينعطف النيل كثيراً فيعود إلى الغرب حتى يدخل الجزء الثالث الذي خرج منه فينتهي إلى نصف درجة وينحدر من هنالك إلى الإقليم الثاني. وعلى شطيه عمائر النوبه ويبقى بين شرقيه الجنوبي وبين تاجوه قاعدة الزغاوين مائة ميل. وموضع هذه المدينة حيث الطول خمس وخمسون درجة والعرض أربع عشرة درجة. وقد اسلم أهلها ودخلوا في طاعة الكانمي. وفي جنوبيها مدينة زغاوه حيث الطول أربع وخمسون درجة والعرض إحدى عشرة درجة ونصف. ومجالات التاجويين والزغاويين ممتدة في المسافة التي بين قوس النيل من الجنوب إلى الشمال وهم جنس واحد، ولكن الملك وحسن الصورة والأخلاق في التاجويين. وهم كفار عصاة على الكانمي يألفون الصحارى والجبال في الإقليم الأول والثاني. وذكر ابن فاطمة أن الملوك من الكانم وتاجوه إنما هربوا بقواعدهم من النيل بسبب البعوض، فإنه يكثر من مجاورة النيل فيشتد أذاه على الآدميين والخيل. ولهم عيون في الرمال ومياه مشربة من النيل أيام الزيادة.