للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وموضوعها حيث نصفها الجنوبي في الإقليم الرابع والنصف الشمالي في الإقليم الخامس وطولها قريب من طنجة. ويقابل قصر المجاز من الأندلس طريف. وأمامها في البحر جزيرة صغيرة يعرفها المسافرون فيقولون لها جزيرة طريف كما نقول الجزيرة الخضراء. وإنما هي أمام سبتة في بر الأندلس لكن في جهتها جزيرة خضراء عرفت بها. وأمام هذه المدينة في جنوبها جبل الفتح المشهور الذي فتحت منه الأندلس. هكذا يعرفه الناس. واسمه في الكتب جبل طارق. وهو مولى موسى بن نصير فاتح الأندلس. وهذا الجبل يظهر في البحر من سبتة وهو عال في البحر، وفيما بينه وبين الجزيرة الخضراء، الميناء المشهور فيه ترسو مراكب سبتة وغيرها فما للنوء عليها من سبيل. والبحر من شرقي سبتة يأتي إلى الجنوب فيمر قريباً مع خط الإقليم الخامس بجزيرة الأندلس. فأول ما يلقاك في بر العدوة بعد سبتة جبل غماره العالي الطول، العريض، فيه من الأمم ما لا يحصيهم إلا الله تعالى. ومنه يحمل خشب الأرز الذي تنشأ منه الأساطيل، ويعرف في الأبنية الملوكية ويحمل إلى الآفاق. وبينه وبين سبتة ستة وعشرون ميلاً، وإلى نهر لو النازل منه عشرة أميال وهو كبير تدخله المراكب وتسير فيه إلى مدينة باديس. وهي من أشهر فرض غماره وذلك الساحل يعرف بالريف. ومن باديس إلى المزمة مثل ما بين باديس إلى سبتة مائة ميل. وهي فرضة مشهورة. ومنها إلى مدينة مليله مائة ميل. وينصب على شرقيها على عشرة أميال نهر ملويه الكبير المشهور الذي ينزل فيه نهر زيز وينزل فيه نهر سلجماسه. فتكون مسافته من منبع سجلماسه في الجنوب نحو مائة ميل. ومنها إلى أرشغون فرضة تلمسان وحيث ينصب النهر الذي ينصب فيه نهر يسر الكبير سبعون ميلاً. ومنه إلى فرضة هونين اثنا عشر ميلاً. ومنها إلى فرضة وهران المشهورة ثمانون ميلاً. وهي آخر فرض هذا الجزء من المدن العدوية. وميناؤها مشهور مأمون في الهول. ويقابل مدينة باديس من بر الأندلس مالقه. وهي مع خط الإقليم الخامس وعرض البحر بينهما درجة. ومنها يحمل التين المالقي واللوز إلى الأقطار. ويقابل المزمة فرضة المنكب وهي مع الخط المذكور وفي ساحل غرناطة وعرض البحر هنالك مجرى. ويقابل ارشغون مدينة المريه المشهورة التي كانت لها دار صناعة الأندلس وكان فيها ديوانها. وهي أيضاً مه الخط المذكور، ويصنع فيها وفي مالقه وفي مرسية ثياب الحرير الموشاة بالذهب ذات الصنائع الغريبة. وعرض البحر هنالك درجتان. وتقع تلمسان المشهورة حيث الطول أربع عشرة درجة وأربعون دقيقة والعرض ثلاث وثلاثون درجة واثنتان وأربعون دقيقة. وبينها وبين ارشغون عشرون ميلاً. وبينها وبين هونين ثلاثون ميلاً. وهي الآن قاعدة بني عبد الواد من زناتة. ومنها تحمل ثياب الصوف المفضلة على جنسها المصنوع في سائر المغرب. وتحمل منها الجم الخيل والسروج وما يتبع ذلك. والأندلسيون يقولون كأنها من مدن الأندلس لمياهها وبساتينها وكثرة صنائعها. ويقع في غربيها بانحراف إلى الجنوب مدينة الرباط حيث الطول اثنتا عشرة درجة والعرض ثلاث وثلاثون درجة غير عشر دقائق. وفي غربيها مدينة فاس حيث الطول عشر درجات وستون دقيقة والعرض ثلاث وثلاثون درجة. وهي من خواص المغرب الملأى بالخيرات والصنائع الغريبة. ويقال إن فيها من العيون عدد أيام السنة. ويسقيها نهرها الآتي من المرج الذي في شرقيها وينصب في نهر سبو الذي يمر على شماليها. وفي شرقي فاس جبل مديون يمتد إلى الجنوب، وفيه تعمل البرانس المديونية التي لا ينفذ منها المطر. ويختلط هذا الجبل من جنوبه بجبل درن ومن شماله بجبال تازا وجبال غماره. ومن الجبال التي في جنوبي فاس ينزل نهر سبك، ومنها وفي جنوبي هذا النهر، ينزل نهر أم ربيع. ومن الجبال التي في شمالي فاس ينزل نهر يسر، وكلها تنصب في البحر المحيط على ما رسم. وفي شمالي فاس مدينة مكناس المشهورة الكثيرة الزيتون. وينزل من جبال غمارة التي في شرقيها نهر فلفل ويمر بجنوبيها وينصب في نهر سبو. وبينها وبين فاس أربعون ميلاُ. وفي غربيها بانحراف إلى الشمال مدينة القصر، ويعرف بقصر عبد الكريم وبقصر كتامه وهم بادية. وموضوع هذه المدينة حيث الطول ثمان درجات ونصف والعرض أربع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة، وهو على شمالي النهر المنسوب إليه. وبينه وبين سبتة أربعة أيام. وبين نهر سلا ونهر سبو جبال

<<  <   >  >>