الجزر الرابع: أول ما يلقاك منه في البر الشامي، ساحل بلاد الدروب. فتقع إنطاكية المشهورة حيث الطول اثنتان وخمسون درجة ونصف، والعرض ثمان وثلاثون درجة. وميناؤها غير مأمون في الأنواء، ولها أسطول صاحب الدروب. وكانت للروم فاستولى عليها المسلمون في عصرنا. وفي شمالها بحيرة المشاعل، إذا صعد الإنسان الجبال التي في شمالي إنطاكيا بالليل، رأى في جهاتها كأن المشاعل تشتعل. وفي شرقها العلايا، بناها علاء البيبر، صاحب قونية في عصرنا. وبين الفرضتين مائة ميل. وهي داخلة في جون، وهي أعرض بقليل من قونية. وفي شرقيها من الفرض المشهورة، سكين على مائة ميل أيضاً. وتقع أقسار المشهورة بالفواكه الكثيرة، ما بين العلايا وسكين في الطول، وعرضها أربعون درجة ونصف. وتقع اقصرا، المشهورة أيضا بالفواكه، حيث تزيد على اقسار في الطول بدرجة وهي في عرضها. وتقع سيس قاعدة بلاد الثغور الشمالية، في شمالي نهرها وغربي الجبل الدائر بها، حيث الطول ثلاث وستون درجة وعشرون دقيقة، والعرض ثمان وثلاثون درجة. وفي شمالي الجبل مدينة مالطية قاعدة الثغور الجزرية. وهي حيث الطول ثلاث وخمسون درجة، والعرض أربعون درجة وخمسون دقيقة. كذا ذكر في جغرافية ابن فاطمة. وقال الخوارزمي: الطول إحدى وستون درجة والعرض تسع وثلاثون درجة. وتقع (..) على شرقي الفرات، حيث الطول خمس وستون درجة، والعرض سبع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. وهي الآن ثغر الإسلام في وجوه التتر وقلعتها في صخرة قطعة واحدة. وتقع ميافارقين، قاعدة ديار بكر من بلاد الجزيرة، حيث الطول ست وستون درجة، والعرض ثمان وثلاثون درجة ونصف. وهي مثل نصيبين في إحداق المياه والبساتين بها. وقد أبان أهلها عن الدخولية في انحصارهم للتر عامين كاملين حتى فنوا واقلع التتر عنهم، فهرب منها من كان قد بقي فيها. وفيها قبر سيف الدولة ابن حمدان. وتقع آمد، قاعدة بني ارنق، في ديار بكر على غربي دجلة، حيث الطول خمس وستون درجة وأربعون دقيقة والعرض تسع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة. ويقال لصاحبها شاه أرمن. وهي مشهورة بأغنياء التجار وكثرة الملاهي والمساخر. وفي شرقيها بحيرة ارجيش، طولها من غرب إلى شرق بانحراف إلى الجنوب، أربع مراحل، والعرض نحو مرحلة. ويوجد فيها الطريخ الذي يملح ويحمل إلى الأقطار. وتسافر فيها المراكب الكبار من أرجيش إلى خلاط وإلى غيرها. ويقع منبع دجلة على ما نقل عن بطليموس، حيث الطول أربع وستون درجة وأربعون دقيقة، والعرض تسع وثلاثون درجة. وذلك في شرقي قاليقلا، وغربي خلاط، بجبل يقال له القرس. ويقال للعين دجلة. وتنضاف إليه أنهار كثيرة فيتسع من تحت آمد، وينزل فيه كلاك من هنالك، وهي خشبات تحتها ظروف منقوشة. وتقع مدينة أرزن، حيث الطول ست وستون درجة، والعرض تسع وثلاثون درجة وعشر دقائق. فنهر أرزن ينزل إلى دجلة فيزيد فيها. وفي هذا الجزء تقع ماردين المعروفة بالباز الأشهب لعلوها، وذلك حيث الطول ست وستون درجة وعشرون دقيقة، والعرض سبع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة. ومدينة رأس عين وهي مع أول الإقليم الخامس، والطول ست وستون درجة. ومن مياهها ينزل نهر الخابور. وفي شرق دجلة الجودي المذكور بالقرآن لا يبرح عليه الثلج. وهو يظهر من بعد لعلوه. وبه قرية ثمانين، وهم العدد الذي خلص مع نوح عليه السلام في السفينة. وفي شرق ذلك من بلاد أذربيجان، خوى، حيث الطول سبعون درجة والعرض أربعون درجة. وفي سمتها في العرض سلماس. وسلماس أطول بدرجة. وفي شمال سلماس أرمية، ويقول لها العجم أرمى، وهي حيث الطول إحدى وسبعون درجة والعرض تسع وثلاثون درجة. وفي شمال هذه البلاد بميلة إلى الغرب، بلاد شروان، ومدينتها في الإقليم السادس.