للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجَلا السّيولُ عن الطّلولِ كأنها ... زبُرٌ تجِدّ متونَها أقلامُها

فأدى إليك المعنى الذي تداولته الشعراء، قال امرؤ القيس:

لمَن طللٌ أبصرتُه فشجاني ... كخطّ زَبورٍ في عسيبِ يماني

وقال حاتم:

أتعرِفُ أطلالاً ونؤياً مهدّما ... كخطّك في رقٍّ كتاباً مُنَمنَما

وقال الهذلي:

عرفتُ الديار كرسْم الكتا ... بِ يزْبُره الكاتب الحِميَري

وأمثال ذلك مما لا يحصى كثرة، ولا يخفى شُهرة، وبين بيت لبيد وبينهما ما تراه من الفضل، وله عليه ما تشاهد من الزيادة والشِّف. ولم تزَل العامّة والخاصة تشبّه الوردَ بالخدود، والخدود بالورد، نثراً ونظماً، وتقول فيه الشعراء فتُكثِر، وهو من الباب الذي لا يمكن ادّعاء السّرقة فيه إلا بتناول زيادة تُضمّ إليه، أو معنى يُشفَع به، كقول علي بن الجهم:

عشيةَ حيّاني بوردٍ كأنه ... خدودٌ أُضيفت بعضُهن الى بعض

فأضاف بعضهم الى بعض له، وإن أُخذ فمنه يُؤخذ، وإليه ينسب. وكقول ابن المعتز:

بياضٌ في جوانبه احمرارٌ ... كما احمرّت من الخجل الخدودُ

<<  <   >  >>