فزاد بالتقسيم الجاري على الشهيق والهَرير، ولكن زيادة الأول أحسن وأغمَض مأخذاً، وأوقع تشبيهاً، فأما الفِنْد فإنه أورد البيت على حاله: واضطرته القافية الى ترك الزيادة التي ذكرناها؛ فقال:
كجيْبِ الدفْنِس الورْها ... ء ريعَت بعد إجفالِ
ومتى سمعت قول أبي دهْبل الجُمَحي:
وكيف أنساك! لا أيديك واحدة ... عندي ولا بالذي أوْلَيت من قِدَم
علمتَ أنه من قول النابغة:
أبى غفلتي أني إذا ما ذكرتُه ... تقطّع حزنٌ في حشى الجوف داخِل
حِباؤُك والعيسُ العِتاقُ كأنها ... هِجان المها تُرْدى عليها الرحائل
فإذا أنصفت أبا دهبل عرفت فضلَه، وشهدتَ له بالإحسان؛ لأنه جمع هذا الكلام الطويل: في ولا أيديك واحدة عندي. ثم أضاف إليه ولا بالذي أوليت من قدَم. فتم المعنى، وأكده أحسن تأكيد؛ لأن الأمور العظيمة قد تُنسي إذا طال أمدُها، وتقادَم عهدُها؛ فنفى عنه وجوه النسيان كلها، وقد اختصر