للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودخل رجل بجاية، فبينما هو يمشي، وإذا برجل يقول له: أتشتري حشيشاً طيباً، فقال له: إش قلت؟ قال: قلت لك هذا الجامع بناه يعقوب المنصور، وأنفق فيه عشر ألف درهم، اش تقول في هذا؟ وقال رجل لآخر: يا حاج الحرامين: الشراب والحشيش.

وتزوج رحل، فأعطى الفقيه أجرة المهر، فقال له: هذا قليل على المهر، فقال له: يا سيدي في الطلاق أخلف عليك إن شاء الله.

ودخل رجل المسجد فعثر في رجل آخر، فقال له: أعمى أنت؟ قال: أنا هو أعمى لو شاء الله كل ما نرى في هذا المسجد يكون أسيراً في ميورقة.

وجاء رجل إلى معبر فقال له: رأيت نفسي وأنا أطليها بالنخال، فقال له المعبر: يلزمك كلب، أما تسمع من اختلط مع النخال أكلته الكلاب.

ووجد أسقوا يوماً وزير السلطان يخرج للصيد، وهو يلبس السباط فقال: الآن يفتح الله علي، قيل له: ولم ذلك؟ قال: كانت أمي تقول لي: لا يفتح الله عليك ما دام الكلب يمشي حافياً، فترى سيدي الوزير يلبس السباط.

وكانت امرأة تمشي في الطين، وهي تزلق، وكانت جميلة، فقال لها رجل: حبيبتي واحبسي بلحية عمك سعد، فقالت له: الطين أنقى من السلح.

وقال جحا لأبيه: تزوجت أمي على خمسمائة درهم، فولدت لك أختي، فزوجتها على خمسمائة، وبقيت أنا لك فضلاً.

وضرب بعض النحويين، فكان المطوف يقول: هيذا جزا، فقال: والله لو خيرت بين طريحة أخرى وبين ألا أسمع صوت هذا الفاحش اللحن لاخترت ذلك، ثم التفت للمطوف وقال له: يا محروم بين الإعراب، وقل: هذا جزاء؛ لأنه مبتدأ وخبر، فقال له المطوف: اسكت واتخل رأسك، فقال له: بالدال قلها واقطع الهمزة؛ لأنه فعل أمر، فقال له: والله ما ضربت أبرد منك فلما دخل داره، وكانت له قطة، فجاءت تلعق الدم وتصيح: ميو، فقال لها: قولي: مئو بالهمز، ثم أخذها ورمى بها، فقيل له في ذلك فقال: لئلا يقال: قطة أبي عبد الله لحانة.

وجلس قوم للرماية، فقام أحدهم، وقعد في وسط الإشارة، فقيل له في ذلك، فقال: ما رأيت موضعاً أسلم منه؛ لأنه لم يحصل فيه سهم.

وأرسلت امرأة ولدها إلى خضار، فقال له: تقول لك أمي: أعطها بصلة تطيب بها فمها، فقال لها: تغدت غولاً بسلح.

وجاء جحا يكسر لوزة، فخرجت له من تحت الحجر حين ضرب عليها، فقال: سبحان الله، تراها بهيمة ولا تريد تموت.

وأتت امرأة إلى عطار، فقالت له: أعندك شعر إبليس؟ قال: نعم، فدخل قاعة الحانوت، فنفخ شدقه وأخرج ريحاً، وزنبط ونتف من إبطه شعرات، وأعطاها، قالت: هذا هو؟ قال: نعم، أو ما سمعت توزوزه حين كنت أنتفه؟ فقال له: صدقت، لعن الله رب الشعرات.

ووقف محتسب على لبان، فنظر عليه اللبن، فوجد فيه قليقاً، فقال: ما هذا؟ فقال: جعلته يأكل الدويدات.

ونظر رجل إلى تيس يأكل، ولحيته تضطرب، فقال: هكذا أنا إذا آكل؟ فحلف ألا يأكل طعاماً، فلم يأكل حتى مات جوعاً.

وجاء رجل إلى معبر، فقال: رأيت في النوم أني آكل مجبنة، فقال له المعبر: تحمل أسيراً إن شاء الله إلى قيجاطة؛ لقول الناس: قيجط نجبن لك.

ورأى رجل سكران يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ قال: طالوت قتل جالوت، ولم نحضر لنصرته.

وقدم لقوم لون من لحم البقر، فجعل واحد منهم يخربش بإصبعه، فقيل له: ما تريد؟ فقال: أفتش القانصة.

وأجرى قوم خيلاً، فطلع منها فرس في أول الحلبة، فجعل رجل يكبر ويقول: عصمك الله، سلمك الله، فقيل له: هذا الفرس فرسك؟ فقال: لا والله إلا اللجام لجامي.

وشهد رجل عند قاض، فقال له المشهود عليه: أتجوز شهادته، وهو لم يحج؟ فقال: قد حججت، فقال سله عن بئر زمزم أين هو؟ فسأله القاضي عنه فقال: لا أدري أين هو؛ لأني حججت قبل أن يحفر.

وقيل لبعض الفقراء: ما تتمنى؟ قال: أتمنى أن أقعد يوم القيامة بين الجنة والنار، فكل من ينطلق إلى الجنة أطلب شكرانه، وكل من ينطلق إلى النار أطلب منه أن ينصف الطريق.

وماتت امرأة، فخرج ابنها يشتري لها كفناً، فجعل ينظر ثوباً بعد ثوب، ولا يعجبه شيء، فقال له التاجر: كيف تريده؟ مدنساً؛ لأنها رحمها الله كانت مقذورة.

وكان رجل يهوى امرأته، فقيل له: هل قلت فيها شعراً رقيقاً؟ قال: نعم قولي حبي فيك يا ابنة أبي البطرون محل سلح دبان في خبيزة، وارفقي بي يا ابنة عار بن عار.

<<  <   >  >>