للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان لرجل قط، لا تزال شواربه تنقط دماً، فسئل عن ذلك، فقال: إذا أكل الطعام، جاءت الفيران تشم ذلك وتلعقه فتدميه.

وجاء شيخ إلى قنديل يطفئه، فأخرج ريحاً، فضحكت امرأته، فقال لها: أتضحكين والله لولا ما تقسم الريح، ما تكسر إلا القنديل.

وقيل لرجل: أين القبلة في دارك؟ فقال: والله ما اهتديت إليها؛ لأني إنما دخلتها منذ أربعة أشهر.

وقال مزبلح لآخر: في غرستكم هذا العام باكور، قال له: عين أعين في باكورة.

وكان فقيه في داره يسمع سائلاً، يسأل ويقرع الباب، فقال له: يا هذا، النقر ثلاث: طاق، طرطاق، طرطلاق، فقال له السائل: فران أنت، ودعني بلا عشاء.

وأعطى ابن قزمان مؤدبه يطبخ له الخبز، وكان الطين: فوقع ووقع الخبز في الطين، فرجع إلى المؤدب، فقال له: يا سيدي، ما تقول في العثرات؟ قال: يا ولدي، إنها مكتوبة، فقال: يا سيدي، وصلتك في الطين مقلوبة.

وكان لرجل من أهل بلفيق بغل، فالتقى مع بغل آخر للقاضي، فضرب بغله بغل القاضي ركضة فكسره، فترك بغله لابنه، وذهب قبل أن يصل الخبر للقاضي، فدخل عليه فوجده مع جماعة من الناس، فقال له: يا سيدي، احكم على بغلك، كسر بغلي بركضة، فقال له القاضي: لا يحكم على بهيمة إذا فعلت شيئاً، فقال للناس: اسمعوا ما يقول سيدي القاضي، قالوا: الحق ما يقول لله، قال: فإن بغلي هو الذي كسر بغله.

ومر رجل بأبي العيناء، فقال: من هذا؟ فقال: رجل من بني آدم، قال: مرحباً بك، والله ما ظننت هذا النسل إلا قد انقطع.

وصل رجل، فلما سجد سمعه رجل يقول: اللهم اغفر لي ولوالدي ولأمي ولأختي، فقال له آخر: ولختنك، وهما في الصلاة، فقال له: قران أنت؟ وحمل رجل قدراً إلى فرن بحمامتين، فلما طبخت أكلهما الفران، وجعل عوضاً من ذلك حمامتين حيتين، فلما جاء صاحبها ورفع الغطاء طارتا، ولم يجد في القدر شيئاً، فقال: يا رب، أشهد أنك تحيي وتميت، ولكن المرق إش طرا فيه؟ وخرج جحا من الحمام، فضربته الريح، فقصرت بيضته، فرجع إلى الجمام، يفتش الناس، فقالوا: مالك؟ قال: سرقت بيضتي، ثم إنه تدفأ، وافتقدها، فقال: كل شيء لا تأخذه اليد يوجد.

وتبخر يوماً، فاحترقت ثيابه، فغضب وحلف ألا يتبخر إلا عريان.

وكان يمشي حافياً، فإذا وصل إلى ساقية أو واد، لبس السباط، فقيل له في ذلك فقال: الطريق أرى ما فيه، وأتحفظ منه، والوادي لا أدري ما فيه.

واختصم رجلان إلى بعض الولاة، فلم يحسن الحكم بينهما، فضربهما، وقال: الحمد لله؛ إنه لم يفتني الظالم منهما.

ومر جحا بصبيان يلعبون بباز ميت، فاشتراه منهم بدرهم، وحمله إلى أمه، فقالت له: ويحك، ما تصنع به وهو ميت؟ فقال لها: اسكتي، فوالله لو كان حياً ما بيع إلا بمائة درهم.

وقال هشام بن عبد الملك يوماً لأصحابه: من يسبني ولا يفحش، أعطيه هذا الثوب، وكان فيهم أعرابي، فقال: ألقه يا أحول، فقال: خذ، قاتلك الله، وكان هشام أحول.

وضربت امرأة زوجها فقعد يبكي، قالت له: وتبكي؟ قال لها: إي والله على رغم أنفك.

وتشاتم رجلان، فقال أحدهما للآخر: حلق الله لحيتك بمكة إن شاء الله.

وسرق حمار أبي الجهم، فشكر الله تعالى، فقيل له: ما فائدة هذا ومولانا يقول: (لئن شكرتم لأزيدنكم) فقال: لكوني لم أكن عليه فأسرق معه.

وقيل لأعرابي: من أشر أنت أو أخوك؟ قال: إذ جاء رمضان استوينا.

وقال الأصمعي: رأيت أعرابياً يضرب أمه، فقلت له: أتضرب أمك؟ قال: إنها قليلة الأدب.

وكان لرجل ابن مزبلح، فجاءه يوماً ضيف، فلما رآه الابن لم يسلم عليه، فقال له والده: سلم على عمك عنق السياط، فقام وسلم عليه وقال له: كيف حالك يا عمي عنق السياط، فخجل الرجل، وضحك والده.

وكان لرجل ابن يسرق كل يوم حاجة، ويبيعها بأبخس ثمن، وينفقه في الفساد، فعاتبه يوماً وقال له: ليتك إذا سرقت الحاجة كنت تبيعها مني، فقال له: فاشتر مني إذن تلك المنارة؛ فإني إنما جئت لأسرقها، وأشار له إلى منارة أمامه.

<<  <   >  >>