للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال عدي بن أرطأة لإياس بن معاوية: دلني على قوم من القراء؛ أولهم، فقال له: القراء ضربان، ضرب يعملون للأخوة، لا يعملون لك، وضرب يعملون للدنيا، فما ظنك بهم، إذا أمكنتهم منها؟ ولكن عليك بذوي البيوتات الذين يستحيون لأحسابهم، فولهم.

وقال معاوية: إني لا أضع سيفي، حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، قيل له: وكيف ذلك؟ قال: إذا مدوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها.

وقال عليه السلام: من تواضع لله رفعه.

وقال بعض الحكماء: كل ذي نعمة محسود عليها، إلا التواضع.

وقال عبد الملك بن مروان: أفضل الرجال من تواضع عن رفعة، وزهد عن قدرة، وأنصف عن قوة.

وسئل بعض الحكماء: أي الأمور أشد تأييداً للعقل، وأيها أشد إضراراً له؟ فقال: أشدها تأييداً له ثلاثة أشياء: مشاورة العلماء، وتجربة الأمور، وحسن التثبت، وأشدها إضراراً به: الاستبداد، والتهاون، والعجلة.

وقال بعض الحكماء: ما كنت كاتمه عن عدوك، فلا تظهر عليه صديقك.

وقال عمرو بن العاص: ما استودعت رجلاً سراً، فلمته عليه إذا أفشاه؛ لأني كنت أضيق صدراً حين استودعته منه حين أفشاه.

وحكى أسامة بن زيد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا غزا أخذ طريقاً، وهو يريد أخرى، ويقول: الخرب خدعة.

وعن مالك بن أنس قال: كان مالك بن عبد الله الخثعمي، وهو على الطائفة، يقوم في الناس، كلما أراد أن يرحل، فيحمد الله ويثني عليه، ثم يقول: إني آخذ بكم غداً، إن شاء الله، على موضع كذا وكذا فتفترق الجواسيس عنه بذلك، فإذا أصبح الناس سلك بهم طريقاً أخرى، وكانت الروم تسميه الثعلب.

وقال عمرو بن معدي كرب: الفزعات ثلاث، فمن كانت فزعته في رجليه، فذاك الذي لا تقله رجلاه، ومن كانت فزعته في رأسه، فذاك الذي يفر من أمه، ومن كانت فزعته في قلبه، فذاك الذي يقاتل.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.

وقال عليه السلام: اصطناع المعروف يقي مصارع السوء.

وقال أبو ذر: إن لك شريكين في مالك، الحدثان والوارث، فإذا استطعت ألا تكون أبخس الشركاء حظاً، فافعل.

وقال بعضهم: إذا أقبلت الدنيا عليك، فأنفق منها؛ فإنها لا تفنى، وإذا أدبرت عنك، فأنفق منها؛ فإنها لا تبلى، أخذ الشاعر هذا المعنى فقال:

لا تبخلن بدنيا، وهي مقبلة ... فليس ينقصها التبذير والسرف

وإن تولت فأحرى أن تجود بها ... فالشكر منها إذا ما أدبرت خلف

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أردتم أن تعلموا ما للعبد عند ربه، فانظروا إلى ما يتبعه من حسن الثناء.

وقال بعض أهل التفسير، في قوله تعالى فيما حكى عن إبراهيم عليه السلام: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) أنه أراد حسن الثناء من بعد.

وقال عليه السلام: استعينوا على حوائجكم بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود.

وفي الحديث: من نشر معروف فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره.

وقال ابن عباس رضي الله عنه: لو أن فرعون مصر أسدى إلي يداً صالحة، شكرته عليها.

وقال بعضهم: إذا قصرت يداك عن المكافآت، فليطل لسانك بالشكر.

وقيل: ما نحل الله عباده أقل من الشكر، واعتبر ذلك بقول الله سبحانه: (وقليل من عبادي الشكور) .

وقال سهل بن هارون: العقل رائد الروح، والعلم رائد العقل، والبيان ترجمان العلم.

وقيل: الروح عماد البدن، والعقل عماد الروح، والعلم عقاد العقل، والبيان عماد العلم.

وقال عليه السلام: إن من البيان لسحراً، وإن من الشعر لحكمة.

وقال الأحنف بن قيس: أحق الناس بالعفو، أقدرهم على العقوبة.

وقال ابن سيرين: العلم أكثر من أن يحاط به؛ فخذوا من كل شيء أحسنه.

وقيل لأبي عمرو بن العلاء: هل يحسن بالشيخ أن يتعلم؟ قال: إن كان يحسن به أن يعيش، فيحسن به أن يتعلم.

وقال عروة لبنيه: اطلبوا العلم، فإن تكونوا صغار قوم لا يحتاج إليكم، فعسى أن تكونوا كبار قوم، لا يستغنى عنكم.

وقال رجل لأبي هريرة رضي الله عنه: أريد أن أطلب العلم، وأضاف أن أضيعه، قال: فكفاك بترك العلم إضاعة له.

وقال بعض الحكماء: اقصد من أصناف العلم إلى ما هو أشهى لنفسك، وأخف على فلبك؛ فإن نفاذك فيه على قدر شهوتك له، وسهولته عليك.

<<  <   >  >>