للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال رؤبة بن العجاج: قال لي النسابة البكري: يا رؤبة، لعلك من قوم إن سكت عنهم لم يسألوني، وإن حدثتهم لم يفهموني، قلت: أنا أرجو ألا أكون كذلك، قال: فما آفة العلم ونكده وهجنته؟ قلت: تخبرني؟ قال: آفته النسيان، ونكده الكذب، وهجنته نشره عند غير أهله.

وقال عبد الله بن مسعود: إن العبد لا يولد عالماً، وإنما العلم بالتعلم، أخذه الشاعر فقال:

تعلم؛ فليس المرء يولد عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهل

وإن كبير القوم، لا علم عنده ... صغير إذا احتفت عليه المحافل

وإن صغير القوم، والعلم عنده ... كبير، إذا ردت إليه المسائل

وقال بعض الحكماء: علم علمك من يجهل، وتعلم ممن يعلم؛ فإنك إذا فعلت ذلك حفظت ما علمت، وعلمت ما جهلت.

وقال مالك بن أنس رحمه الله: إذا ترك العالم: لا أدري، فقد أصيبت مقاتله.

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: من سئل عما لا يدري، فقال: لا أدري فقد أحزر نصف العلم.

وقالوا: العلم ثلاثة: حديث مسند، وآية محكمة، ولا أدري، فجعلوا لا أدري من العلم، إذا كان صواباً من القول.

وقالوا: الحكمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان، لم تجاوز الآذان.

وقال الحسن البصري: لسان العاقل من وراء قلبه، فإذا أراد الكلام تفكر، فإن كان له قال، وإن كان عليه سكت، قلب الأحمق من وراء لسانه، فإذا أراد أن يقول قال.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: العقل في الدماغ، والضحك في الكبد، والرأفة في الطحال، والصوت في الرئة.

وقال عمر رضي الله عنه: من لم ينفعه ظنه، لم ينفعه يقينه.

وسئل بعضهم: من أحب بنيك إليك؟ قال: الصغير حتى يكبر، والغائب حتى يرجع، والمريض حتى يفيق.

وقال صلى الله عليه وسلم: لا تضعوا الحكمة عند غير أهلها؛ فتظلموها، ولا تمنعوها من أهلها؛ فتظلموهم.

وفي الحديث: خذ الحكمة ولو من ألسنة المشركين.

وقال عليه السلام: الحكمة ضالة المؤمن، يأخذها ممن سمعها، ولا يبالي من أي وعاء خرجت.

وقال زياد: أيها الناس، لا يمنعنكم سوء ما تعلمون منا، أن تنتفعوا بأحسن ما تسمعون منا؛ فإن الشاعر يقول:

اعمل بقولي، وإن قصرت في عملي ... ينفعك قولي، ولا يضررك تقصيري

وقيل لقيس بن ساعدة: ما أفضل المعرفة؟ قال: معرفة الرجل نفسه، قيل له: فما أفضل العلم؟ قال: وقوف المرء عند علمه، قيل له: فما أفضل المروءة؟ قال: استبقاء الرجل ماء وجهه.

وقال الحسن: التقدير نصف العيش، والتوزر نصف العقل، وحسن طلب الحاجة نصف العلم.

وقيل: ثلاثة لا تكون إلا في ثلاثة: الغنى في النفس، والشرف في التواضع، والكرم في التقوى.

وقيل: ثلاثة لا تعرف إلا في ثلاثة، ذو البأس لا يعرف إلا عند اللقاء، وذو الأمانة لا يعرف إلا عند الأخذ والعطاء، والإخوان لا يعرفون إلا عند التوائب.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أخوف ما أخاف عليكم شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه.

ومر أعرابي برجل صلبه السلطان، فقال: من طلق الدنيا، فالآخرة صاحبته، ومن فارق الحق، فالجذع راحلته.

وقال قس بن ساعدة: من فاته حسب نفسه، لا ينفعه حسب أبيه.

وقال عليه السلام: لا دين إلا بمروءة.

وقال ربيعة: المروءة ست خصال، ثلاث في السفر، وثلاث في الحضر، فأما التي في السفر، فبذل الزاد، وحسن الخلق، ومداعبة الرفيق، وأما التي في الحضر، فتلاوة القرآن، وملازمة المساجد، وعفاف الفرج.

وقيل: من أخذ من الديك ثلاثة أشياء، ومن الغراب ثلاثة أشياء، تم بها أدبه، من أخذ من الديك سخاءه وغيرته وشجاعته، ومن الغراب بكوره في طلب الرزق، وشدة حذره، وسترة سعاده.

وقال المأمون: الرجال ثلاثة، فرجل كالغذاء لا يستغنى عنه، ورجل كالدواء يحتاج إليه حيناً، ورجل كالداء لا يحتاج إليه أبداً.

وقال الخليل رحمه الله: الرجال أربعة، رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك العالم فاسألوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك الناسي فذكروه، ورجل لا يدري، ويدري أنه لا يدري فذلك الجاهل فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك الأحمق فارفضوه.

وفي الحديث: إذا أحب الله عبداً حببه إلى الناس، أخذ المعنى ابن عبد ربه، فقال:

وجه عليه من الحياء سكينة ... ومحبة تجري مع الأنفاس

<<  <   >  >>