للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لينتجن الطلاق هذا ... لمن رجا العرس والزفافا

فقلت: ما سلفت ولكن ... أهدت لشق أسها غلافا

وقال أيضا في ذلك:

ظريفة أهدت إلى ... حبتها من القلق

رزيمة ملفوفة ... فيها سريويل خلق

فيه لمن قلبه ... خطوط حيض وعرق

قد لبسته زمنا ... حتى تهرى وانسحق

وكان قد صابرها ... فيه صديق فانفتق

فقال من أبصره: أفا وتفا وبصق

فلطمت حبتها ... ونفت من الحنق

وأقسمت ب (قل هو الل ... هـ) يمينا، والفلق

لا ساحقتها أبدا ... فيه ولو قيل: احترق

ولا أرتها وجهها ... إلا على ظهر الطرق

فأصبحت حقتها ... مفتوحة بلا طبق

ذيل الكتاب

أخبار التحف والهدايا في كتب التاريخ والأدب (مرتبة حسب وفيات مؤلفيها)

١- عيون الأخبار -لابن قتيبة (المتوفي سنة ٢٧٦ هـ) مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة ١٣٤٨ هـ_ ١٩٣٠ م.

[الهدايا]

قال: حدثنا يزيد بن عمرو قال: حدثنا عمير بن عمران قال: حدثنا الحارث بن عتبة عن العلاء بن كثير عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تصافحوا فإن المصافحة تذهب غل الصدور, وتهادوا فإن الهدية تذهب بالسخيمة) .

وحدثني أبو الخطاب قال: حدثنا بشر بن النفضل عن يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أهديت لي ذراع لقبلت, ولو دعيت لي كراع لأجبت) .

وفي حديث آخر: (تهادوا تحابوا فإن الهدية تفتح الباب المصمت وتسل سخيمة القلب) .

قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن الأصمعي قال: سمعت نافعا يحدث قال: كان ابن عمر يقول: "الهدايا من أمراء الفتنة. " وروى الزبير بن بكار عن عمه قال: كان الحارث بن عبد الله بن أبى ربيعة يجلس وعمر بن عبيد الله بن صفوان, ما يكادان يفترقان, وكان عمرو يبعث إلى الحارث في كل يوم بقربة من ألبان إبله, فاختلف ما بينهما فأتى عمرو أهله (فقال) : لا تبعثوا للحارث باللبن فإنا لا نأمن أن يرده علينا, وانقلب الحارث إلى أهله فقال: هل أتاكم اللبن؟ قالوا: لا, فلما راح الحارث بعمرو قال: يا هذا لا تجمعن علينا الهجر وحبس اللبن, فقال: أما إذا قلت هذا فلا يحملها إليك غيري, فحملها من ردم بنى جمح إلى أجياد * * * وبعث النضر بن الحارث إلى صديق له يسكن عبادان بنعلين مخصوفتين وكتب غليه: بعثت غليك بهما وأنا أعلم أن بك عنهما غنى, ولكني أحببت أن تعلم أنك منى على ذكر.

وقال بعض الشعراء:

إن الهدية حلوة ... كالسحر تجلب القلوبا

تدنى البغيض من الهوى ... حتى تصيره قريبا

وتعيد مضطغن العدا ... وة بعد نفرته حبيبا

أهدى رجل إلى صديق له عبدا أسود, فكتب إليه: أما بعد, فلو علمت عددا أقل من واحد أو لونا شرا من الأسود لبعثت به إلى. وهذا نظير قول الآخر وقد سئل كم لك من الولد؟ قال: خبيث قليل, قيل: وكيف؟ فقال: لا أقل من واحد ولا أخبث من بنت.

* * * أهدى رجل إلى بعض الأمراء هدية, فكتب إليه الأمير: قد قبلتها بالموقع ورددتها بالإبقاء.

وكان ابن عباس يقول: من أهديت إليه هدية وعنده قوم شركاؤه فيها, فأهدى غليه صديق ثيابا من ثياب مصر وعنده أقوام فأمر برفعها, فقال له رجل: ألم تخبرنا أن من أهديت غليه هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فيها! فقال: إنما ذلك فيما يؤكل ويشرب ويشم, فأما في ثياب مصر فلا.

* * * وقال خلف الأحمر:

أتاني أخ من غيبة كان غابها ... وكنت إذا ما غاب أنشده ركبا

فجاء بمعروف كثير فدسه ... كما دس راعى السوء في حضنه الوطبا

فقلت له هل جئتني بهدية ... فقال بنفسي قلت أتحف بها الكلبا

هي النفس لا أرثى لها (من) بلية ... ولا أتمنى أن رأيت لها قرابا

أهدى رجل إلى صديق له وكتب غليه: الأنس سهل سبيل الملاطفة فأهديت هدية من لا يحتشم, على من لا يغتنم.

* * *

<<  <   >  >>