وما رأت عيني ولا قيل لي ... أن فتى مستهترا صبا
لما دنا من وصل أحبابه ... أهدى إلى أحبابه كلبا
الصولي: أهدى إلى هدية مذمومة ... وأذم منها عندنا مهديها
وكأنما هي في سماحة منظر ... تحكيه في قبح كما يحكيها
* * * (الممتن بهدية أهداها) أهدى رجل على الأعمش بطيخة فلما أصبح قال يا أبا محمد كيف كانت البطيخة؟ قال طيبة ثم أعاد عليه ثانيا وثالثا, فقال: إن خففت من قولك وإلا قئتها. وأهدى أبو الهذيل إلى أستاذ له ديكا فكان بعد ذلك إذا خاطبه أرخ بديكه فيقول: إنه كان يوم أهديت إليك الديك وإنه قبل الديك بكذا وبعد الديك بكذا.
وقدم زياد على معاوية وأهدى إليه هدايا كثيرة فأعجب بها معاوية فلما رأى زياد سروره بذلك قال يا أمير المؤمنين إني دوخت لك العراق وحبيت لك برها وبحرها وغثها وسمينها وحملت لك لبها وسروها فقال له يزيد: أما إذا فعلت ذلك فقد نقلناك من ولاء ثقيف إلى شرف قريش ومن عبيد إلى أبى سفيان وما أمكنك تدويخ العراق إلا بنا, فقال معاوية: حسبك فداك أبوك ووريت زناده فيك.
(الشاكر المهدي إليه) :
أتتنا هدايا منه أشبهن فضله ... ومن علينا منعما متفضلا
ولو أنه أهدى على وصاله ... لكان إلى قلبي ألذ وأوصلا
١٢- درة الغواص في أوهام الخواص لأبى محمد القاسم بن على الحريري (المتوفي ٥١٢ هـ) طبعة القسطنطينية ١٢٩٩ هـ ويقولون لهذا النوع من المشموم: سوسن, (بضم السين) فيوهمون فيه, كما أن بعض المحدثين ضمها فتطير من اسمه وكتب إلى من أهدى له:
لم يكفك الهجر فأهديت لي ... تفاؤلا بالسوء لي سوسنه
أولها سوء وباقي اسمها ... يخبر أن السوء يبقى سنه
والصواب أن يقال فيه سوسن (بفتح السين) , وكذلك يقال روشن (بفتح الراء) ليلحقا بما جاء على وزن فوعل نحو جوهر نحو جوهر وجورب وكوثر وتولب إذ ما سمع في أمثلة العرب فوعل (بالضم) إلا جؤذر في قول بعضهم.
١٣- بدائع البدائه لعلى بن ظافر الأزدي (المتوفي ٦٢٣ هـ) طبعة مصر ١٢٧٨ هـ وذكر عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في كتابه المسمى بالتحفة والطرفة أن الوزير المزدقاني خرج للتنزه فرأى امرأة في بعض القصور فأعجبته فوقف متأملا لها, فأشارت إليه, فآنس منها قبولا, فأرسل إليها رسولا يعلمها بشدة شوقه ووجده بها.
فردت رسوله ومعه تفاحة عنبر فيها زر من ذهب ولم تكلمه بشيء فلم يفطن هو ومن حضره لتأويل ذلك, فقال له ابنه أحمد: قد فهمت ما أرادت, ونظمه في الحال في بيتين وأنشد:
أهدت لك العنبر في جوفه ... زر من التبر خفي اللحام
فالزر في العنبر معناهما ... زر هكذا مختفيا في الظلام
١٤- التذكرة -لابن العديم (المتوفي ٦٦٠ هـ) مخطوطة دار الكتب المصرية رقم ٢٠٤٢ أدب كتب أحمد بن مهران الكاتب إلى رجل أهدى له أقلاما. ونقلت من خط على بن مقلة أو غيره حضور المعنى: "أكرمك الله بحبيب عليه الهوى, واللسان بينه وبين القلب مترجم عن النجوى, وقليل البر بخلوص المحبة يتجاوز الكثير منه مع ضعف المودة, وموقع اللطف كموقع صاحبه من النفس, فإذا خص بها لطف, وإذا نبت عنها جفا, وهذه أبيات في الأقلام التي وضعها بين يدى:
أهدت إلى أنامل أقلاما ... كادت لرقتها تكون مداما
تبدى حروفا بالضمير نواطقا ... وتكون من دون الكلام كلاما
شبهتها قد ألمحت فضاضة ... ونحافة ولطافة وسقاما
خرساء تكلم في البلاد ولم ترم ... وتذيع عنك محبة وسلاما
وتبث شكواك الحبيب إذا نأى ... وترد نفرته إليك غراما
وتكاد رقة ما تخاطبه به ... تجرى كما جرت الدموع سجاما
وتحمل القرطاس ما حملته ... سيرا حياة تارة وحماما
تثنى قفا الخطى حد شباتها ... وتفل سيفا حين شيم حساما
١٥- وفيات الأعيان -لا بن خلكان (المتوفي ٦٨١ هـ) طبعة مصر ١٣١٠ هـ أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري- وله في وصف فرس أهداه إليه ممدوحه:
يا واهب الطرف الجواد كأنما ... قد أنعلوه بالرياح الأربع
لا شيء أسرع منه إلا خاطري ... في وصف نائلك اللطيف الموقع
ولو أنني أنصفت في إكرامه ... لجلال مهديه الكريم الألمعي