فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ كشف الستارة من حجرَة عَائِشَة وَالنَّاس صُفُوف خلف أبي بكر وَكَأن وَجهه ورقة مصحف فَتَبَسَّمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَشَارَ إِلَيْهِم أَن مَكَانكُمْ وَألقى السجف وَتُوفِّي آخر ذَلِك الْيَوْم وَكَانَ ذَلِك الْيَوْم لِاثْنَتَيْ عشرَة خلون من شهر ربيع الأول وَكَانَ مقَامه بِالْمَدِينَةِ عشر حجج سَوَاء وَكَانَت عَائِشَة تَقول توفّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي ويومي وَبَين سحرِي وَنَحْرِي وَكَانَ أَحَدنَا يَدْعُو بِدُعَاء إِذا مرض فَذَهَبت أعوذ فَرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء وَقَالَ فِي الرفيق الْأَعْلَى وَمر عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بكر وَفِي يَده جَرِيدَة خضراء رطبَة فَنظر إِلَيْهِ فَظَنَنْت أَن لَهُ بهَا حَاجَة فأخذتها فمضغت رَأسهَا ثمَّ دفعتها إِلَيْهِ فاستن بهَا ثمَّ ناولنيها وَسَقَطت من يَده فَجمع اللَّه بَين ريقي وريقه فِي آخر يَوْم من الدُّنْيَا وَأول يَوْم من الْآخِرَة وَكَانَ أَبُو بكر فِي نَاحيَة الْمَدِينَة فجَاء فَدخل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مسجى فَوضع فَاه على جبين رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجعل يقبله ويبكى وَيَقُول بِأبي وَأمي طبت حَيا وطبت مَيتا فَلَمَّا خرج وَمر بعمر بْن الْخطاب وَعمر يَقُول مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَمُوت حَتَّى يقتل الْمُنَافِقين ويخزيهم وَكَانُوا قد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute