ثمَّ أنفذ عبيد اللَّه بْن زِيَاد رَأس الْحُسَيْن بْن عَليّ إِلَى الشَّام مَعَ أُسَارَى النِّسَاء وَالصبيان من أهل بَيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أقتاب مكشفات الْوُجُوه والشعور فَكَانُوا إِذا نزلُوا منزلا أخرجُوا الرَّأْس من الصندوق وجعلوه فِي رمح وحرسوه إِلَى وَقت الرحيل ثمَّ أُعِيد الرَّأْس إِلَى الصندوق ورحلوا فبيناهم كَذَلِك إِذْ نزلُوا بعض الْمنَازل وَإِذا فِيهِ دير رَاهِب فأخرجوا الرَّأْس على عَادَتهم وجعلوه فِي الرمْح وأسندوا الرمْح إِلَى الدَّيْر فَرَأى الديراني بِاللَّيْلِ نورا ساطعا من ديره إِلَى السَّمَاء فَأَشْرَف على الْقَوْم وَقَالَ لَهُم من أَنْتُم قَالُوا نَحن أهل الشَّام قَالَ وَهَذَا رَأس من هُوَ قَالُوا رَأس الْحُسَيْن بْن عَليّ قَالَ بئس الْقَوْم أَنْتُم وَالله لَو كَانَ لعيسى ولد لَأَدْخَلْنَاهُ أحداقنا ثمَّ قَالَ يَا قوم عِنْدِي عشرَة آلَاف دِينَار ورثتها من أبي وَأبي من أَبِيه فَهَل لكم أَن تعطوني هَذَا الرَّأْس ليَكُون عِنْدِي اللَّيْلَة وأعطيكم هَذِه الْعشْرَة آلَاف دِينَار قَالُوا بلي فأحدر إِلَيْهِم الدَّنَانِير فجاؤوا بالنقاد ووزنت الدَّنَانِير ونقدت ثمَّ جعلت فِي جراب وَختم عَلَيْهِ ثمَّ أَدخل الصندوق وشالوا إِلَيْهِ الرَّأْس فَغسله الديراني وَوَضعه على فَخذه وَجعل يبكى اللَّيْل كُله عَلَيْهِ فَلَمَّا أَن أَسْفر عَلَيْهِ الصُّبْح قَالَ يَا رَأس لَا أملك إِلَّا نَفسِي وَأَنا أشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَن جدك رَسُول الله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute