للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة البقرة]

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٧٨)} [البقرة:٧٨].

قال أبو جعفر الطحاوي: قوله: {لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة:٧٨].

أي: إلا تلاوة، فلم يحمد ذلك منهم، كما حمد أهل الاستنباط على الاستنباط.

(شرح مشكل الآثار- ١٥/ ٣١٦)

الدراسة

بين الإمام الطحاوي أن المراد بقوله تعالى: {إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة:٧٨] أي: إلا تلاوة.

وإليك بيان أقوال المفسرين في المراد بقوله تعالى: {إِلَّا أَمَانِيَّ}:

القول الأول: أن المراد بقوله تعالى: {إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة:٧٨] أي: إلا تلاوة من غيرفهم لمعناه.

وهذا كما في قوله تعالى {إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} [الحج:٥٢] أي: في تلاوته (١).

وسميت التلاوة. (أماني) لأمور:

أ- أن الإشتقاق من (مني) إذا قدر، لأن المتمني: يقدر في نفسه ما يتمناه، وكذلك القارئ: يقدر أن كلمة كذا بعد كذا. (٢)

ب- ولأن تالي القرآن إذا مر بآية رحمة تمناها، وإذا مر بآية عذاب تمنى أن يوَّقاه (٣).


(١) انظر: تفسير السمرقندي (١/ ١٣١) - وتفسير الماوردي (١/ ١٥٠). وتفسير البغوي (١/ ١١٥) - وتفسير ابن الجوزي (١/ ٩٠)
(٢) تفسير الزمخشري (١/ ٢٨٨).
(٣) لسان العرب (١٥/ ٢٩٤).

<<  <   >  >>