للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يكن هذا الاختيار وذلك التحول عن مذهب الشافعي وليد الصدفة، بل كان عن دراسة واقتناع، بدليل عدم رواج هذا المذهب من قبل في مصر، وقد اجتمعت أسباب تؤكد هذا التحول إلى مذهب أبي حنيفة، وإن كان ثمة اختلاف في هذه الأسباب، لكن سأذكر أصح تلك الأسباب:

الأول: ما رواه ابن خلكان (١) عن أبي يعلى (٢). في كتاب الإرشاد: (أن محمد بن أحمد الشروطي قال: قلت للطحاوي لم خالفت خالك وأخذت مذهب أبي حنيفة فقال: لأني كنت أرى

خالي يديم النظر في كتب أبي حنيفة، فلذلك انتقلت إليه (٣).


(١) ابن خلكان هو أبو العباس: أحمد بن محمد بن إبراهيم البرمكي الأربلي الشافعي (٦٠٨ - ٦٨١ هـ) كان فاضلا بارعاً متفنناً، علامة في الأدب
والشعر وأيام الناس، من مؤلفاته: وفيات الأعيان. (انظر طبقات الشافعية (٥/ ١٤)، ومعجم المؤلفين (١/ ٢٣٧)، والأعلام (١/ ٢٢٠).
(٢) أبو يعلى هو: الخليل بن عبد الله بن أحمد بن الخليل الخليلي القزويني القاضي العلامة الحافظ، مصنف كتاب (الإرشاد في معرفة المحدثين)
- وكان ثقة عارفاً بالرجال والحديث، كبير الشأن طال عمره وعلا إسناده، مات بقزوين سنة (٤٤٦ هـ). (سير أعلام النبلاء (١٧/ ٦٦٦).
(٣) وفيات الأعيان (١/ ٧١).

<<  <   >  >>