للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما استفاد الإمام الطحاوي: من فرصة وجوده في الشام وهي ما بين سنة (٢٦٨ - ٢٦٩ هـ) فتنقل خلالها بين غزة وعسقلان وطبرية وبيت المقدس ودمشق، فروى عن شيوخها وأفاد منه، وتفقه على القاضي أبي خازم فتلقى فقه العراق من طريقه عن عيسى بن أبان، عن محمد بن الحسن عن أبي حنيفة، وعن بكر بن محمد العمي، عن محمد بن سماعة، عن محمد بن الحسن، عن أبي حنيفة.

ولا يغض من شأنه أنه لا تعرف له رحلة إلى غير الشام، فقد كانت مصر إذ ذاك تزخر بالشيوخ من أهل العلم والرواية، وكان العلماء المشهود لهم بالمعرفة والحفظ يختلفون إليها من كافة الأقطار الإسلامية، فتعقد لهم مجالس التحديث والإملاء، وهم ينتمون إلى مذاهب مختلفة، ولهم تخصصات متعددة تمثل ثقافة عصرهم فكان الإمام الطحاوي حريصاً على الإفادة منهم، والأخذ عنهم، والتفقه بهم، وقد أتاحت له حافظته الواعية، وشغفه البالغ، ودأبه في الطلب أن يستنزف علومهم، ويستوعب مروياتهم، وقد زاد عددهم على سبعين ومائتي شيخ، منهم ما يقارب مائة وخمسين في كتابه هذا، وأثر هؤلاء الشيوخ في تكوين ثقافته المتنوعة واضح كل الوضوح في تصانيفه التي وصلت إلينا (١).


(١) انظر: لسان لاميزان (١/ ٢٧٥) والجواهر المضية (١/ ٢٧٤) وشرح مشكل الآثار (١/ ٤٠).

<<  <   >  >>