للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا كل ما ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - من القراءات لا يفضل بعضها على بعض فالكل منزل من عند الله، إذا كل قراءة منها مع الأخرى، بمنزلة الآية مع الآية، يجب الإيمان بها كلها واتباع ما تضمنته من المعنى علماً وعملاً (١).

قال ابن كثير: وقد رجح كلاً من القراءتين مرجحون من حيث المعنى، وكلاهما صحيحة حسنة (٢).

وقد ذهب إلى هذا القول: أبو المظفر السمعاني، وابن كثير، وابن عطية، والقرطبي، والقاسمي.

وبهذا يتبين أن ما قاله الإمام الطحاوي من ترجيح لقراءة (مَلِكِ يوم الدين) هو خلاف القول الأولى، إذ الأولى الأخذ بالقراءتين جميعاً بدون ترجيح لإحداهما على الأخرى. والله تعالى أعلم.

قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)} [الفاتحة:٦].

قال أبو جعفر الطحاوي: ورأينا الدعاء له بالهداية دعاء قد يكون على واحد من وجهين:

أحدهما: الدلالة على الأشياء المحمودة.

ومن ذلك قوله الله عز وجل {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:٦]. ..

والآخر: الثبوت على الأمور المحمودة.

ومن ذلك قول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: ١٧].

(شرح مشكل الآثار - ١٠/ ١٨١ - ١٨٢)


(١) انظر: النشر في القراءات العشر (١/ ٥١)، وتفسير البغوي (١/ ٥٣) وتفسير ابن عطية (١/ ٦٨)
وتفسير السمعاني (١/ ٣٧) وتفسير القرطبي (١/ ١٥٦). وتفسير القاسمي (١/ ٢٢٣).
(٢) تفسير ابن كثير (١/ ٢٦).

<<  <   >  >>