تجْرِي بالدموع من خَشْيَتِي يحِق للْقَوْم عَليّ أَن أعطي أَبْصَارهم من الْقُوَّة مَا يستطيعونَ بِهِ النّظر إِلَى وَجْهي فَرفع الْحجب فيخرونَ سجدا فَيَقُولُونَ سُبْحَانَكَ لَا نُرِيد جنَانًا وَلَا أَزْوَاجًا وَلَا نريدُ إلَّا النّظر إِلَى وَجهك فَيَقُول الرب عَزَّ وَجَلَّ ارْفَعُوا رؤوسكم يَا عبَادي فإنّها دارُ جَزَاء وَلَيْسَت بدارُ عبَادَة وَهَذَا لكم عِنْدِي مِقْدَار كل جُمُعَة كَمَا كُنْتُم تزوروني فِي بَيْتِي، مَوْضُوع: فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وضعفاء (قلتُ) مسلمة بْن الصَّلْت مَتْرُوك وَعمر بْن صبيح مَشْهُور بِالْوَضْعِ قَالَ ابْن الْمُنَادِي عقب إِخْرَاجه قد تأملتُ هَذَا الحَدِيث قَدِيما فَإِذا مَتنه قد أَتَى مُتَفَرقًا عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة الَّذين رووا ذَلِكَ مُسْندًا.
قَالَ وَقد ألفيتُ رِوَايَة ابْن عَبَّاس المسندة يَرْوِيهَا صَلَاح بِإِسْنَادِهِ فِي الْحَال أَبُو فَرْوَة يزِيد بْن مُحَمَّد بْن سِنَان الرهاوي عَن عُثْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ الْمَعْرُوف بالطرايفي أَنَّهُ حدَّثَهُمْ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَرَ عَن مقَاتل بْن حَيَّان عَن عِكْرِمَة قَالَ بَيْنَمَا ابْن عَبَّاس ذَات يَوْم جَالِسا إِذْ جَاءَهُ رجلٌ فقالَ يَا أَبَا الْعَبَّاس سمعتُ الْيَوْم من كَعْب الْأَحْبَار حَدِيثا ذكر فِيهِ الشَّمْس وَالْقَمَر وَزعم أَن ابْن عَمْرو قَالَ فيهمَا قولا، فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ ذكر عَنِ ابْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ يُؤْتَى بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ فَيُقْذَفَانِ فِي جَهَنَّمَ.
قَالَ عِكْرِمَة فاحتفز ابْن عَبَّاس وَكَانَ مُتكئا وَغَضب وَقَالَ إِن الله أكْرم وَأجل من أَن يُعذب عَلَى طَاعَته أحدا ثُمَّ قَالَ قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} يَعْنِي إنَّهُمَا فِي طَاعَته دائبان فَكيف يُعذِّبُ عَبْدَيْنِ خلقهما لطاعته وَأثْنى عَلَيْهِمَا أنّهما لَهُ مطيعان.
ثُمَّ إِن ابْن عَبَّاس اسْترْجع مرَارًا وَأخذ عودًا من الأَرْض فَجعل ينكت بِهِ الأَرْض سَاعَة ثُمَّ رفع رَأسه.
فَقَالَ أَلا أحدثكُم حَدِيثا سَمِعْتُهُ من رَسُول الله فِي الشَّمْس وَالْقَمَر وَابْتِدَاء خلقهما فَقُلْنَا بلَى رَحِمَكَ الله فَقَالَ: إِن رَسُول الله سُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا أَبْرَمَ خَلْقَهُ أَحْكَامًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْ خَلْقِهِ غَيْرُ آدَمَ خَلَقَ شَمْسَيْنِ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ فَذكر الحَدِيث الَّذِي أوردهُ عُمَرَ بْن صبيح عَن مقَاتل ابْن حَيَّان عَن عِكْرِمَة بِهِ عَلَى تَمام حَدِيث شهر بْن حَوْشَب عَن حُذَيْفَة، انْتهى، مَا أوردهُ ابْن الْمُنَادِي وَهَذَا الْإِسْنَاد مَا فِيهِ مُتَّهم.
وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْبَراء حَدَّثَنَا عَبْد الْمُنعم بْن إِدْرِيس عَن أَبِيهِ عَن وهب بْن مُنَبّه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِي قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ شَمْسَيْنِ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ فَذكر الحَدِيث إِلَى قَوْله {وليأتينهم بَغْتَة وهم لَا يَشْعُرُونَ} وَعبد الْمُنعم كَذَّاب وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البيع حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن بشر حَدَّثَنَا حَفْص بْن عُمَرَ الْهَمدَانِي الْكُوفيّ حَدَّثَنَا حَفْص بْن مُعَاويَة ونوح بْن أَبِي مَرْيَم عَن مقَاتل بن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute