صَالحا وَلَيْسَ هُوَ فِي الثبت مثل غَيره وَتكلم فِيهِ جمَاعَة منْ أجل الإرجاع قَالَ الْقطَّان لَا يتْرك حَدِيثه لرأي أَخطَأ فِيهِ وَمن كَانَ هَذَا حَاله لَا يُوصف حَدِيثه بِالْوَضْعِ وأمّا بشار فَلم أر للْمُتَقَدِّمين فِيهِ كلَاما وَقَدْ توبع وأمّا عَبْد الرَّحِيم ويَحْيَى بْن عَنْبَسَة فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فخرجهما ثَابِت لَكِن الِاعْتِمَاد عَلَى غَيرهمَا فَكَأَن حَدِيثهمَا لَمْ يكن وَأما حَدِيث عبَادَة فرجاله ثِقَات إِثْبَات معروفون ولَيْسَ فِيهِ إِلَّا الرجل الْمُتَّهم وَلَا يسْتَحق الحَدِيث أَن يُوصف بِالْوَضْعِ بِمُجَرَّد أَن رَاوِيه لَمْ يسم وَمعمر قَدْ سَمِع منْ قَتَادَةَ غير هَذَا وَلَكِن هُنَا بَين أَنَّهُ لَمْ يسمعهُ إِلَّا بِوَاسِطَة وأمّا كَلَامه فِي خلاس فمردود فَإنَّهُ مِمَّنْ أخرج لَهُ الْبُخَارِيّ ومُسْلِم وقَالَ فِيهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل ثِقَة وَكَذَا قَالَ رَوَى عَنْ عَليّ وَأبي هُرَيْرَة فَمن صحفه وَمن كَانَ هَذَا حَاله لَا يُوصف حَدِيثه بِالْوَضْعِ حَدِيث عَبَّاس بْن مرداس بمفرده يدْخل فِي حد الْحَسَن عَلَى رَأْي التِّرمِذيّ وَلَا سِيمَا بِالنّظرِ فِي مَجْمُوع طرقه وَقَدْ أخرج أَبُو دَاوُد فِي سنَنه طرقًا مِنْهُ وَسكت عَلَيْهِ فَهُوَ صَالح عِنْده وأَخْرَجَهُ ابْن مَاجَه حَدَّثَنَا أَيُّوب بْن مُحَمَّد الْهَاشِمِي حَدَّثَنَا عَبْد القاهر بْن السّري السُّلَميّ حَدَّثَنَا عبد الله ابْن كنَانَة بِهِ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَافِظ ضِيَاء الدّين المقدسيّ فِي الْأَحَادِيث المختارة مِمَّا لَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ منْ طرق عَنْ عَبْد القاهر بْن السّري وقَالَ البَيْهَقيّ بعد أَن أَخْرَجَهُ فِي شعب الْإِيمَان هَذَا الْحَدِيث لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة قَدْ ذَكرنَاهَا فِي كتاب الْبَعْث فَإِن صَحَّ لشواهده فَفِيهِ الحجّة وَإِن لَمْ يَصح فقد قَالَ اللَّه تَعَالَى {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِك لمن يَشَاء} وظلم بَعضهم بَعْضًا دون الشّرك وَقَدْ جَاءَ أَيْضا منْ حَدِيث أَنَس بْن مَالك أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى وَابْن منيع فِي مسنديهما منْ طَرِيق صَالح المري عِنْد يَزِيد الرِّقاشي عَنْ أَنَس وَصَالح وَشَيْخه ضعيفان وَذكره الْحَافِظ المُنْذريّ فِي التَّرْغِيب منْ رِوَايَة عَبْد الله بْن الْمُبَارك عَن سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنِ الزُّبَير بْن عَدِيّ عَنْ أَنَس فَإِن ثَبت سَنَده إِلَى ابْن الْمُبَارَك فَهُوَ عَلَى شَرط الصَّحِيح وَقَدْ أخرج مسدَّد فِي مُسْنده لهَذَا الطَّرِيق شَاهدا منْ وَجه مُرْسل رِجَاله ثِقَات لكنه لَيْسَ بِتَمَامِهِ وَجَاء أَيْضا منْ حَدِيث زَيْد جد عَبْد الرَّحْمَن بن زبيد بْن عَبْد اللَّه بْن زَيْد أَخْرَجَهُ ابْن مَنْدَه فِي كتاب الصَّحَابَة منْ طَرِيق ابْن أَبِي فديك عَنْ صَالح بْن عَبْد اللَّه بْن صَالح عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله بْن زيد قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ وَأَعْطَى محسنكم مَا سَأَلَ وَغفر لكم إِلَّا مَا كَانَ بَيْنكُم فادفعوا عَلَى بركَة اللَّه فَلَمَّا أصبح وقف عَلَى قزَح ثُمّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ وَأَعْطَى محسنكم مَا سَأَلَ وَغفر مَا كَانَ بَيْنكُم فادفعوا عَلَى بركَة اللَّه وَفِي رُوَاة هَذَا الْحَدِيث منْ لَا يعرف حَاله إِلَّا أَن كَثْرَة الطّرق إِذا اخْتلف المخارج تزيد الْمَتْن قُوَّة.
انْتهى.
وَهَذَا الْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْخَطِيب فِي تَلْخِيص الْمُتَشَابه منْ هَذَا الطَّرِيق وَقَالَ صَالح
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute