للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْأَنْبِيَاء وَالرسل وَصَاحب لِوَاء الْحَمد وَأول منْ تَنْشَق الأَرْض عَنْ ذوائبه سيد وُلِد آدم عَلَيْه الصَّلَاة والسَّلَام وَأعظم الْأَنْبِيَاء حوضًا وَأَكْثَرهم واردا وَأول شَافِع وَأول مُشَفع هَذَا أَحْمد قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ ثُمّ يَخْرُج كُلّ نَبِيٍّ وَأُمَّتُهُ فَيَخْرُجُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَحُفُّوا حول الْعَرْش فَيَقُول لَهُم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِلَذَاذَةِ صَوْتِهِ وَحَلاوَةِ نغمته مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكرموهم فتنهض الْمَلَائِكَة فتطرح للأنبياء مَنَابِر النُّور وللصديقين سررًا منْ نور وللشهداء كراسي منْ نور وَسَائِر الْأَنْبِيَاء عَلَى كُثْبَان الْمسك وَلَيْسَت الْمَلَائِكَة مِنَ الجَنَّة فِي شَيْء لَا يَأْكُلُون فِيهَا أَكلَة وَلَا يشربون فِيهَا شربة خلقُوا لِلْعِبَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة شهي إِلَيْهِم التَّسْبِيح كَمَا شهي إِلَى بني آدم الشَّهَوَات قَالَ هَهُنَا فِي الْوَحْي {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبهم} ثُمَّ يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وجيراني وزواري أطعموهم فتوضع بَيْنَ أَيدي أَسْفَل أَهْل الجَنَّة سَبْعُونَ ألف صَحْفَة منْ ذهب لَيْسَ مِنْهَا صفحة عَلَى لون وَاحِد فِيهَا ألوان منْ لُحُوم طَائِر كأَنَّها البخت لينَة لين الزّبد وريحه ريح الْمسك وحلاوته حلاوة الْعَسَل لَا ريش لَهُ وَلَا عظم لَمْ يمسهُ نَار وَلَا حَدِيدَة فيأكل منْ كُلهنَّ فيجد لآخرهن طعمًا كَمَا وجد لأولهن ثُمّ يَقُولُ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا اسقوهم فَيقوم عَلَى رَأس أَسْفَل أَهْل الجَنَّة منزلَة سَبْعُونَ ألف غُلَام أشباه اللُّؤْلُؤ المنثور بِأَيْدِيهِم آنِية الْفضة وأباريق الذَّهَب فِيهَا أشربة بردهَا برد الثَّلج وحلاوتها حلاوة الْعَسَل وريحها ريح الْمسك ممزوج بالزنجبيل والكافور مطبوع بالمسك لَيْسَ فِيهَا إِنَاء على لون وَاحِد كلهم يتشاهون إِلَيْهِم ليَأْخُذ الْإِنَاء فَيَضَع الْإِنَاء عَلَى فِيهِ قدر أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا ينزفون لَيست كام وَفد الَّتِي تسلب الْعُقُول وتحرك الْأَقْدَام وَلَا يصدعون منْ تعاطيهم إِيَّاهَا ثُمّ يَقُولُ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا فكهوهم فيؤتون بأطباق مِنَ الذَّهَب مكللة بالمرجان قَدْ قطف لَهُم منْ ثمار الجَنَّة نبتها أَمْثَال القلال ورطبها أَمْثَال الخواتي يقطر شهده طيب عذب دسم وَهُوَ الرطب الجني الَّذِي ذكر اللَّه عَزَّ وَجَلّ لِمَرْيَم وَزعم يَزِيد الرِّقَاشِي أَن الرجل يكسر الرمانة فَتسقط الْحبَّة فتستر وُجُوه الرِّجَال بَعضهم منْ بعض ثُمّ يَقُولُ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا وفكهوا أكسوهم فينتهي إِلَى شَجَرَة منْ ذهب سقفها الْفضة تنْبت السندس والاستبرق فيؤتون بحلل مسقولة بِنور الرَّحْمَن موسومة بالوشي حَتَّى إِذا لبسوا قَالَ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا وفكهوا وكسوا طيبوهم فتهاج ريح فِي الجَنَّة تسمى المثيرة تثير أثابير الْمسك الْأَبْيَض الأذفر وتساقط عَلَيْهِم منْ خلال الشّجر حَتَّى تبل عَلَيْهِم ثِيَابهمْ وعمائمهم ثمَّ يَقُول مربحا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا وفكهوا وكسوا وطيبوا وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لأرينهم وَجْهي فيتجلى لَهُم رب الْعِزّ عَزَّ وَجَلّ فَيَقُول السَّلَام عَلَيْكُم يَا عبَادي انْظُرُوا إليَّ قَدْ رضيت عَنْكُم

<<  <  ج: ص:  >  >>