ومن قول أحمد بن أمية بن أبي أُمية، ويكنى: أبا العباس، أنشده أبو هفان وقال: ليس في الأرضِ هجاءٌ أشرف ولا أظرف من هذا الهجاء:
إن ابن شاهكَ قد وليته عملاً ... أضحى وحقك عنه وهو مشغولُ
بسكةٍ أحدثتْ ليستْ بشارعةٍ ... في وسطها عرصةٌ في جوفها ميلُ
يُرى فُرانقُها في الركضِ مندفعاً ... تهوي خريطته والبغل مشكُولُ
ومن قوله، أنشده دعبل:
خبرتْ عن تغيري الأتراب ... ومشيبي، فقلنَ: بالله شابَا
نظرتْ نظرةً إلي وصدتْ ... كصدود المخمورِ شمَّ الشرابَا
[الصمري]
شاعر مجيد، مدح معن بن زائدة وغيره.
ومن قوله في معنٍ، وذكر أبو عكرمة عن القحذمي أنه قال في يزيد بن مزيد، وأنه قيل ليزيد: ما أحسنُ ما مُدحتَ به؟ فأنشد هذا الشعر:
أنتَ امرؤٌ همكَ المعالي ... ودلوُ معروفكَ الربيعُ
وأنت منْ وائلٍ صميمٌ ... والقلبُ تُحنى له الضلوعُ
في كلِّ يومٍ تزيدُ خيراً ... يذيعه عنكَ منْ يُذيعُ
وأنشد له أبو هفان:
وشاطِرةٍ من البيضِ الظرافِ ... وقفتُ لها بمكةَ في الطوافِ
أمازحُها ب: قد حانَ انصرافي ... فقالتْ ليتَ أنك خلف قافِ
[أبو فرعون الساسي]
التيمي العدوي، من عدي الرباب، اسمه: شويس، أعرابي بدويٌّ، قدم البصرة يسأل الناس بها، وكانت له أشعارٌ طريفة.
ومن قوله، أنشدنيه أحمد بن زهير عن دعبل، وقال أبو العيناء، قاله في عمر بن حبيب القاضي:
كفاني الله شركَ يا ابن عمي ... فأما الخيرُ منكَ فقد كفاني
وأنشد له أبو هفان:
تفردوا وامرأتي قُدامي ... ليسَ لكمْ لدي من مُقامِ
أنا حمامُ فرجِ الحجامِ
فرج الحجام: مولى جعفر بن سليمان بن علي، وقال المدائنيُّ: لم يُدركْ حجامٌ أعقل منه. وطائرهُ هذا الذي يذكره أبو فرعون أولُ طرسوسي طارَ بالبصرة.
ومن قول أبي فرعون:
بنيتي هدني الزمانُ ... وملني الأهلُونَ والإخوانُ
رد فلانٌ وجفا فُلانُ ... واللهُ ربُّ الناسِ مُستعانُ
ومن قوله:
ولا يريم الدهرَ منْ مكانهِ ... أشجعُ منْ ليثٍ على دكانهِ
لا يطمع السائلُ في رُغفانهِ ... أعطاني الفلسَ على هوانهِ
ومن قوله، أنشدنيه عمر بن محمد بن عبد الملك قال: أنشدني الحسن بن جهور:
هذا زمانٌ عارمٌ منْ يُبسهِ ... ترى اللئيمَ ينتقي من جنسهِ
يُصبحُ من صبيانهِ وعُرسه ... مُستأثراً بخبزه ودبسهِ
ومن قوله أنشده أبو حنيفة:
وصبيةٍ مثلِ صغارِ الذرِّ ... سودِ الوجوهِ كسوادِ القدر
جاءهمُ البردُ وهمْ بشرِّ ... بغيرْ قطفٍ وبغيرْ دُثْرِ
تراهمُ بعدَ صلاةِ العصرِ ... بعضهمُ مُلتصقٌ بصدري
وآخرٌ مُلتصقٌ بظهري ... إذا بكوا عللتُهُمْ بالفجرِ
حتى إذا لاحَ عمودُ الفجرِ ... ولاحتِ الشمسُ خرجتُ أسري
عنهمْ وحلوا بأصولِ الجدرِ ... كأنهمْ خنافسٌ في جحرِ
هذا جميعُ قِصتي وأمري ... فاسمعْ مقالي وتولَّ أجري
فأنتَ أنتَ ثقتي وذُخري
ومن قوله أنشدنيه محمد بن خلف:
أنا أبو فرعونَ زينُ الكُورهْ ... أحسنُ شيءٍ مِشيةً وصورهْ
تضحكُ إن مرتْ به ممكُورهْ ... ضحكَ الأفاعي في جِرابِ النورهْ
ومن قوله، أنشده عمر بن محمد، عن الحسن بن جعفر مولى بني هاشم:
يا أخوتي يا معشر الموالي ... أنا ابنكمْ وأنتمُ أخواليِ
هذا زبيلي وجِرابيِ خالي ... والماءُ عالٍ والدقيقُ غالي
وقد مللنا كثرةَ العيالِ
وأنشد عمر قال: أنشدني الحسن لأبي فرعون يهجو قومه:
إن عدياً نفشتْ لحاها ... وظلمتْ في حقها أخاها
لا يرني اللهُ كما أراها
سرق المعنى من أوسِ بن حجر يقول:
أبني لُبينىَ لا أحبكمُ ... وجدَ الإلهُ بكمْ كما أجدُ
[الخاركي]
واسمه عمرو