للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا أمينَ الله قدْ قُلتُ لكمْ ... قولَ ذي دينٍ رأي وحسبْ

منْ يَقلْ غيرَ مقاليِ فلقدْ ... قالَ زُوراً وتعدى وكذبْ

عبدُ شمسٍ كان يَتلُو هاشماً ... وهُما بعدُ لأُمٍّ ولأَبْ

ثُمَّ ما فرقَ حتى آدمٍ ... بيننا الرحمن في جذم النسبْ

لكُمُ الفضلُ علينا ولنا ... بكمُ الفضلُ على كُلِّ العربْ

فابدَ بالأقْربِ منا إننا ... عصبٌ نأتيكَ منْ دُونِ عصبْ

لا نُنادي منْ بعيدٍ إنما ... يهتفُ الهاتفُ منا منْ كثيبْ

القراباتُ شديدٌ ودُها ... عَقْدُها أوكدُ مِنْ عقدِ الكَرَبْ

فصِلُوا الأرحامَ مِنا واحفظوا ... عبد شَمسٍ عم عبدِ المطلبْ

حدثني ابن أبي خيثمة، عن مصعب، أن هذا الشعر لجرير بن عبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاص وزاد فيه:

عبدُ شمسٍ كان يتلو هاشماً ... وهُما بعدُ لأمٍّ ولأب

حدثني محمد بن يزيد البصري قال: قال إسحاق بن عيسى بن علي للمهدي: يا أمير المؤمنين، من أكفاؤنا؟ قال: أعداؤنا بنو أمية.

وقال محمد بن يزيد: وقيل لأمير المؤمنين علي عليه السلام: ما تقول في قُريش؟ قال: نحن ذِروتها، قيل: فبنو أُمية؟ قال: إخواننا، قيل: فسهمٌ وجمحُ؟، قال: تلك أعرابُ قُريش.

أنشدني ابن أبي خيثمة قال: أنشدنا مصعب بن عبد الله، لِعتاب بن عبد الله:

إنْ كُنتَ حرانَ منْ عداوتنا ... ملانَ غيظاً لأنفكَ الرغمُ

فمتْ كماماتَ أولوك فقدْ ... هانَ على الغاصبين أنْ رَغموا

عبدُ مَنافٍ أبو أُبوتنا ... وعبدُ شمسٍ وهاشمٌ تُؤُمُ

بحرانِ خرَّ الغواصُ بينهما ... فالتهماهُ والمَوجُ مُلتَطمُ

قال: فأجابه بعضُ الزبيريين:

اتركْ بني هاشمٍ وذكرهُمُ ... فإنهمْ جدعوكَ فاصطلموا

نَحنُ نفيناك فاغتربتْ إلى ال ... شامِ مُهاناً لأنفكَ الرغمُ

مروانُ يُحدي به على قتبٍ ... شلاًّ كما شُلَّ قَبله الحكمُ

عمرو بن حُوى السكسكي

دمشقي يكنى أبا حوى، ذكر دعبل أنه كان صديقه، وأنه شاعر، وابنه نوحٌ شاعر ويقال لجده الذي نسب إليه أيضاً: حُوى.

حدثني محمد بن الأزهر قال: حدثني ربيعة بن سلمة العمادي قال: ترجل عمارُ بن ياسر ليلةَ الهرير وعُقرَ فرسه، فعثرَ بدرعهِ فهتك في جيبهِ شِبراً، فطعنه في ذلك الهتكِ ابنُ حُوىّ السكسي، ثم ضربهُ أبو غادية الفزاريٌّ فقتله، رحمه الله.

قال دعبل: وكان ابنُ حُوى جواداً شريفاً، ولي الري سِنينَ وأنشد له:

هلمَّ اسقنيها لا عدِمتكَ صاحبا ... ودُونك صفو الراحِ إنْ كُنتَ شاربَا

إذا أسرتْ نفسُ المُدامِ نُفُوسنا ... جنينَا مِن اللذاتِ فيها الأطايبَا

أيا كوكبًا لا يُمسكُ الليلَ غيره ... بربك لا تُخْبِرْ علينا الكَواكِبا

ويا قمرَ الليلِ المُفرقَ بيننا ... تأخرْ عن الإفياءِ باللهِ جانبا

ويا ليلُ لولا أن تَشُوبك غدْرةٌ ... بنا ما تبدلنا بكَ الدهرَ صاحبَا

دعوتُ حِفاظاً باسمها طرفَ ناظري ... وكانَ لها عيناً على مُراقبَا

وأنشد دعبل لأحمد بن محمد بن فضالةَ الشامي في أبي حُوى:

قد علمتْ سِكْسِكُ في حَربِها ... بأنه يَضربُ بالسيفِ

ويَطعنُ القرنَ غداةَ الوغي ... ويُحضرُ الجفنةَ للضيفِ

ويمْلأُ الأعساسَ من قارصٍ ... عُلَّ بماءِ المُزنِ في الصيفِ

ويُؤمن الخائفَ حتى يُرى ... كأنه منْ ساكنيِ الخيفِ

عنيتُ عمرو بنَ حُوىٍّ ولمْ ... أبغِ سِوى القصدِ بلا حيفِ

وأنشد دعبل لإبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني الدمشقي يرثى عمرو بن حُوى:

فلو كانَ البُكاءُ يكونُ حقًّا ... علىَ قدرِ الرزايا بالعبادِ

لكانَ بُكاكَ بعدَ أبي حُوىٍّ ... يَقلُّ ولو جرى بدم الفؤادِ

<<  <   >  >>