وبعد أن أنهى الدكتور عبد الله القراءة خلص بنتيجة تثبت أنه - حقّا - لأبى عبيدة دون ما سواه؛ قال الدكتور: لقد رأيت تشابها، بل تطابقا بين ما ورد فى هذا الكتاب وما نسب إلى أبى عبيدة من الأخبار فى كتاب «النقائض»(١).
ثم ما ورد من نقول عن أبى عبيدة من الأخبار، والبيان والتبيين، ونهاية الأرب … وغيرها تدلّ على وجوه من التّقارب بينها وبين ما ورد فى هذا الكتاب. واطمأنت نفسى إلى ما ذكر.
غير أنه ورد فى الكتاب عبارة هى:«قال أبو عبد الله بن خالويه» أحدثت فى أنفسنا شيئا من الشك والارتياب لا سيما ونحن نمضى فى محاولة تصحيح النّسبة على حذر.
وبدأت بوارق الأمل تلوح وسحب الشك تزول فكثير من فقرات الكتاب مصدّرة ب (أبو عبيدة) ثم يسوق الخبر مسندا بعض ذلك إلى شيوخه فإذا عارضنا هذه بعبارة: (قال أبو عبد الله بن خالويه) ظهر لنا أن ابن خالويه لا يعدو أن يكون راويا للكتاب أو متملكا له، والعبارات التى يوردها ابن خالويه تفسيرات لغوية لبعض ما أبهم من عبارات النّصّ.
(١) نقول أنّ فى أخبار هذا الكتاب تطابقا مع الأخبار المسندة إلى أبى عبيدة فى (النقائض)؛ لأنّ فى نسبة (النقائض) إلى أبى عبيدة شكّ، ولا شك فى الأخبار المسندة إليه فيه.