يبقى أن نجزم بأنّه كتاب (الدّيباج) لا غيره من مؤلفات أبى عبيدة، إذ استقرّ فى الذّهن أنه كتاب لأبى عبيدة لا مدافع، صدّر المؤلّف كتابه بقوله:«كان العرب العكاظيّون لا يعدّون من الشئ إلا ثلاثة ثم يكفون ولا يزيدون عليها شيئا، فإن لحق بعد شئ مثل الثلاثة التى عدّوا قبل ذلك لم يعدّوه معه». ثم صدر أكثر فقرات الكتاب ب (ثلاثة) فيقول مثلا: «أشعر الشّعراء فى الجاهليّة ثلاثة،
المقلّون من الشّعراء ثلاثة، … أشعر الشّعراء واحدة ثلاثة، … أشعر شعراء الإسلام ثلاثة … » وهكذا.
فقلنا: إذا هو كتاب (الثلاثة) لا سيما أنا وجدنا الإمام اللّغوى أحمد بن فارس الرازى (ت ٣٩٥ هـ) له كتاب اسمه (الثلاثة) نشره الدكتور رمضان عبد التواب، لكننا لم نجد فى عداد مؤلفات أبى عبيدة كتاب اسمه (الثلاثة) فاستبعدنا هذا الاحتمال وإن كان ممكنا.
وما زلنا نعرض كتاب أبى عبيدة هذا على أسماء مؤلفاته التى ذكرها العلماء لعلّه يكون أحدها، وخاصة تلك المؤلفات التى احتفظت المصادر بنصوص منها لكى نتمكن من المقارنة فكان من بينها كتاب (الدّيباج).
ورأينا أنه هو أقرب مؤلفات أبى عبيدة احتمالا، وأجدرها أن يكون هذا الكتاب.
فالقت عصاها واستقرّ بها النّوى … كما قرّ عينا بالإياب المسافر
وكتاب «الدّيباج» لأبى عبيدة معروف صحيح النسبة إليه، ذكره ابن النّديم فى الفهرست: ٥٩، وابن خير فيما رواه عن شيوخه،