للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قومه بهَا وَمَعَ عجز قومه عَن معارضته بِمِثْلِهَا على وَجه يدل على صَدَقَة فى زمَان التَّكْلِيف وَقَالُوا لَا بُد للنبى من معْجزَة وَاحِدَة تدل على صدقه قاذا ظَهرت عَلَيْهِ معْجزَة وَاحِدَة تدل على صدقه وعجزوا عَن معارضته بِمِثْلِهَا فقد لزمتهم الْحجَّة فى وجوب تَصْدِيقه وَوُجُوب طَاعَته فان طالبوه بمعجزة سواهَا فَالْأَمْر الى الله عز وَجل إِن شَاءَ أيده بهَا وان شَاءَ عاقب المطالبين لَهُ بهَا لتركهم الايمان بِمن قد ظَهرت دلَالَة صدقه وَهَذَا خلاف قَول من زعم من الْقَدَرِيَّة ان النبى عَلَيْهِ السَّلَام لَا يحْتَاج الى معْجزَة اكثر من استقامة شَرِيعَته كَمَا ذهب اليه ثُمَامَة وَقَالُوا الصَّادِق فى دَعْوَى النُّبُوَّة يجوز ظُهُور معْجزَة التَّصْدِيق عَلَيْهِ وَلَا يجوز ظُهُور معْجزَة التَّصْدِيق على المتنبى فى دَعْوَى النُّبُوَّة وَيجوز أَن يظْهر عَلَيْهِ معْجزَة تدل على كذبه كنطق شَجَرَة اَوْ عُضْو من أَعْضَائِهِ بتكذيبه وَقَالُوا يجوز ظُهُور الكرامات على الاولياء وجعلوها دلَالَة على الصدْق فى احوالهم كَمَا كَانَت معجزات الانبياء دلَالَة على صدقهم فى دعاويهم وَقَالُوا على صَاحب المعجزة إظهارها والتحدى بهَا وَصَاحب الكرامات لَا يتحدى بهَا غَيره وَرُبمَا كتمها وَصَاحب المعجزة مَأْمُون الْعَاقِبَة وَصَاحب الْكَرَامَة لَا يَأْمَن تَغْيِير عاقبته كَمَا تَغَيَّرت عَاقِبَة بلعم بن باعورا بعد ظُهُور كراماته وَأنْكرت

<<  <   >  >>