للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْكَلَام إِلَّا فِيمَا يعنيه ومحاسنه كَثِيرَة، وَيَقُول مُشِيرا لشدَّة أعباء التَّزْوِيج على سَبِيل المماجنة: لَو كَانَت الشّركَة تصح فِي الزَّوْجَات لشاركت فِي جُزْء من أَرْبَعَة وَعشْرين جُزْءا وَهُوَ مَسْبُوق بِنَحْوِهِ من الاوزاعي فَإِنَّهُ قَالَ لصديق لَهُ ان اسْتَطَعْت أَن تكتفي فِي هَذَا الزَّمَان بِنصْف امْرَأَة فافعل روينَاهُ فِي معاشرة الاهلين لأبي عمر النوقاتي، وَقد حدث باليسير أَخذ عَنهُ أَصْحَابنَا وَاسْتشْهدَ بِهِ شَيخنَا على من أنكر عَلَيْهِ حكايته عَن البُلْقِينِيّ فِي تمْتَام كَمَا حكيتها فِي الْجَوَاهِر فَقَالَ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَمِمَّنْ حضرها الشَّيْخ زين الدّين عبَادَة الْمَالِكِي الشهير وَقد كتبهَا بِخَطِّهِ بل تَرْجمهُ شَيخنَا فِي الانباء تَرْجَمَة جَيِّدَة فَقَالَ: الشَّيْخ الْعَالم الْعَلامَة المفنن رافقنا فِي السماع مُدَّة وَمهر فِي الْفِقْه وَغَيره وَصَارَ بِأخرَة رَأس الْمَالِكِيَّة وَانْقطع قبل مَوته بمديدة إِلَى الله تَعَالَى، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ من أهل الْعلم وَالدّين رَحمَه الله تَعَالَى ونفعنا بِهِ.

٦٧ - عَبَّاس بن أَحْمد بن عَبَّاس الزين الْقرشِي المغربي من الشاوية وَمن بني مزورة عرب وطنوا فاس. / ولد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بصحراء تامستا آخر بِلَاد الْمغرب، وَكَانَ أَبوهُ من شُيُوخ الْعَرَب فان يحضر لَهُ الْفُقَهَاء فَقَرَأَ الْقُرْآن والبزي فِي قِرَاءَة نَافِع والخرازي فِي الرَّسْم وَكَذَا فِي الضَّبْط والجرومية والألفية ومقدمة ابْن بَاب شاد والرسالة ثمَّ انْتقل إِلَى فاس فَتلا بالسبع على إِبْرَاهِيم المصمودي الْحَاج وَأخذ عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ فِيهَا عَن أبي الْقَاسِم بن يُوسُف وَأحمد بن الْعجل وَمُحَمّد الصَّغِير وَفِي الْعرُوض عَن عَليّ المسوسي وتحول إِلَى تلمسان فَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن أَحْمد الكماد والنحو كالتسهيل وَالْمُغني وأصول الْفِقْه كمختصر ابْن الْحَاجِب وأصول الدّين كالارشاد لامام الْحَرَمَيْنِ والمنطق كَالْجمَلِ للخونجي والمعاني وَالْبَيَان كالتلخيص كل ذَلِك عَن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بتلمسان بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم والمقامات للحريري والفصيح لثعلب ومقصورة ابْن دُرَيْد والطب كالرجز لِابْنِ سينا والمنصوري والموجز عَن الشريف الحسني وَلَقي هُنَاكَ مُحَمَّدًا الكازروني فَقَرَأَ عَلَيْهِ المطول والقطب ثمَّ دخل الأندلس فَتلا بالسبع أَيْضا على مُحَمَّد الموجاري وتونس فَأخذ عَن إِبْرَاهِيم الْخُدْرِيّ الارشاد لامام الْحَرَمَيْنِ والمقترح لأبي الْعِزّ مظفر فِي أصُول الدّين أَيْضا وعَلى مُحَمَّد الواصلي شرح المعالم الدِّينِيَّة لِابْنِ التلمساني وَشرح جمل الخونجي لِابْنِ وَاصل فِي آخَرين لَقِيَهُمْ بِهَذِهِ الْأَمَاكِن وَغَيرهَا وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَسِتِّينَ فقطنها ولازم الشمني والكافياجي وَغَيرهمَا وَأكْثر التَّرَدُّد للأكابر من الْأُمَرَاء والمباشرين وَغَيرهمَا وَزَاد على الْحَد حَتَّى صَار عِنْد أَكْثَرهم مطرحا بل اتهمَ بقضية قيل انه واطأ على

<<  <  ج: ص:  >  >>