فَقَالَ كَانَ مَمْلُوكا روميا اشْتَرَاهُ أرغون الفاخوري ورباه فتعلم الْخط وحذق اللِّسَان الْعَرَبِيّ وتعانى الخدم فَرَآهُ الْبُرْهَان الْمحلي التَّاجِر فأعجبه فَاشْتَرَاهُ من أرغون ثمَّ أعْتقهُ وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال حَتَّى اتَّصل بالأشراف إِسْمَاعِيل صَاحب الْيمن فَعظم عِنْده جدا وفوض إِلَيْهِ أَمر المتاجر بعدن وَصَارَ يكْتب بِخَطِّهِ الأشرفي بِحَيْثُ اشْتهر بهَا فشرق بِهِ الْمحلى وتولدت بَيْنَمَا الْعَدَاوَة وَكَانَ يُبَاشر بصرامة وشهامة وَبَعض عسف مَعَ معرفَة تَامَّة ودام من سنة ثَمَانمِائَة يتنقل الْحَال فِي ذَلِك بَينه وَبَين نور الدّين بن جَمِيع إِلَى أَن مَاتَ الْأَشْرَف وَتَوَلَّى وَلَده النَّاصِر وَمَات ابْن جَمِيع فتحول الأشرفي إِلَى مَكَّة فسكنها نَحْو عشر سِنِين ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها واستقام أمره إِلَى أَن قدر أَنه خرج فِي تِجَارَة لجِهَة طرابلس فَوَقع الفرنج بالمركب الَّذِي هُوَ فِيهِ فانتهبوا مَا مَعَه وَأسر نَحْو أَربع سِنِين إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
عبد الله بن عبد الله الدكاري المغربي ثمَّ الْمدنِي الْمَالِكِي. أَقرَأ بهَا ودرس وَأفَاد وناب فِي الحكم فِي بعض القضايا وَكَانَ يتجرأ على الْعلمَاء. مَاتَ فِي سنة سِتّ سامحه الله. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
عبد الله بن عبد الله شيخ أبشية الملق من الغربية. مَاتَ مقتولا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين واتهم بِهِ عبد الرَّحْمَن بن التَّاجِر وَابْنه إِسْمَاعِيل فسلخا.
عبد الله بن أبي عبد الله جمال الدّين السكسوني الْمَالِكِي أحد مدرسي مذْهبه. درس بالأشرفية بعد بهادر المنجكي حَتَّى مَاتَ وَكَانَت وَفَاته فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى، وَكَانَ بارعا فِي الْعلم مَعَ الدّين وَالْخَيْر أخبر ابْنه أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما تجهز الْأَشْرَف لِلْحَجِّ فِي الْمَنَام وَعمر رَضِي الله عَنهُ يَقُول لَهُ: يَا رَسُول الله شعْبَان بن حُسَيْن يُرِيد أَن يَجِيء إِلَيْنَا فَقَالَ: لَا مَا يأتينا أبدا قَالَ فَلم يلبث الْأَشْرَف أَن رَجَعَ من الْعقبَة، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.)
عبد الله بن أبي عبد الله جمال الدّين الفرخاوي الدِّمَشْقِي، وفرخا بِالْفَاءِ وَالْخَاء الْمُعْجَمَة المفتوحتين بَينهمَا رَاء سَاكِنة قَرْيَة من عمل نابلس. عني بالفقه والعربية والْحَدِيث وَمهر فِي الْعَرَبيَّة ودرس وَأفَاد وَمن شُيُوخه العنابي بل سمع من جمَاعَة من شُيُوخنَا وَكتب نسخا من صَحِيح مُسلم وَكَانَ يعتنى بِهِ. مَاتَ فِي عمل الرملة سنة ثَمَان عشرَة. قَالَه شَيخنَا أَيْضا.
عبد الله بن أبي عبد الله العرجاني بِضَم الْمُهْملَة وَبعد الرَّاء جِيم الدِّمَشْقِي. كَانَ سريع الدمعة من أَتبَاع الشَّيْخ أبي بكر الْموصِلِي مِمَّن نَشأ فِي صَلَاح