هلموا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فبادرت إِلَى الْخُرُوج فَرَأَيْت رحبة متسعة فِيهَا حَلقَة عَظِيمَة تكون قدر أَرْبَعمِائَة نفس كلهم من الصَّحَابَة فَنَظَرت فَلم أعرف مِنْهُم إِلَّا أَبَا ذَر وَأَبا الدَّرْدَاء وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالس فِي صدر الْحلقَة وبجانبه الْجُنَيْد الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ يتَكَلَّم مَعَه فِي المريد والارادة قَالَ ثمَّ رفع صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه وَهُوَ يَقُول خير الْقُرُون قَرْني ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ قَالَ مُشِيرا إِلَى الصَّحَابَة أتظنون أَنكُمْ قَرْني فَقَط كل من كَانَ على سنتي ومتابعتي فَهُوَ فِي قَرْني إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.)
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق بن الْعلم الزبيرِي النويري القاهري الشَّافِعِي الْمَذْكُور أَبوهُ فِي سنة تسع وَتِسْعين من أنباء شَيخنَا. ولد فِي الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع السّنَن لِابْنِ مَاجَه على الْجمال الحلاوي والختم على الشهَاب الْجَوْهَرِي وَنَبَّهنَا عَلَيْهِ الْعَلَاء القلقشندي وَأَنه كَانَ يلقب بالغطاس بغين مُعْجمَة ثمَّ طاء مُهْملَة مُشَدّدَة وَآخره مُهْملَة وَوجد كَذَلِك فِي الطَّبَقَة وَقد قرأتها عَلَيْهِ وَسمع عَلَيْهِ الْفُضَلَاء وَكَانَ محبا فِي السماع قَلِيل الضجر نير الْهَيْئَة نقي الشيبة مِمَّن يتكسب بِالشَّهَادَةِ عِنْد بَاب الصالحية وَغَيرهَا وَهُوَ أحد من ثَبت بِهِ كَون النّظر فِي وقف الشريفية المصرية للمدرس وَارْتَفَعت بذلك يَد الشرفي الْأنْصَارِيّ بعد منازعات وَكَانَ الْمدرس حِينَئِذٍ القَاضِي علم الدّين وَلم يلْتَفت الْبُرْهَان لكَونه ينتمي للشرف الْمَنَاوِيّ بِقرَابَة. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
إِبْرَاهِيم بن الخواجا شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف العقعق الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة مِمَّن سمع مَعنا فِي سنة سِتّ وَخمسين على أبي الْفَتْح المراغي وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن وكتبا كالمنهاج الفرعي ثمَّ اشْتغل بالتكسب وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين حَيّ.
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد برهَان الدّين الششتري الْمدنِي صهر صحابنا شمس الدّين الْجلَال وَالِد زَوجته أم أَوْلَاده. سمع على الْجمال الكازروني وَغَيره وَكَانَ خيرا دينا سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من صاحبنا ابْن الْعِمَاد وَغَيره. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ قبل دخولي الْمَدِينَة المنورة بِيَسِير رَحمَه الله.
إِبْرَاهِيم بن التَّاجِر شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ الْمصْرِيّ الأَصْل وَيعرف أَبوهُ بِابْن زَيْت حَار. حفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض عَليّ وَسمع بِمَكَّة مَعَ الْجَمَاعَة ثمَّ تلاهى بِالْكَسْبِ وَنَحْوه.