(لَا ينعم الْمَرْء بمحبوبه ... حَتَّى يرى الْخيرَة فِيمَا قضى)
مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَقد جَازَ الْمِائَة.
عمر بن قَاسم بن جُمُعَة الْأَمِير زين الدّين القساسي الْحلَبِي نَائِب قلعتها والآتي أَبوهُ. مَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة ابْن جبارَة نَائِب البيرة.
عمر بن قَاسم الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالنشار حِرْفَة لَهُ كَانَت. وتلا بالسبع على عَليّ الخباز الضَّرِير ثمَّ الشَّمْس بن الحمصاني وَالسَّيِّد الطباطبي وعَلى الديروطي وَابْن عمرَان وَابْن أَسد وَلكنه لم يكمل على الثَّلَاثَة الْأَخيرينِ وأجازوا لَهُ، وتصدى لإقراء الْأَطْفَال بِمصْر مُدَّة وانتفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الشهَاب الْقُسْطَلَانِيّ والنور الجارحي بل أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَهُوَ إِنْسَان خير بارع فِيهَا يحفظ الشاطبية، ويميل للجلال بن الأسيوطي لقُرْبه من نواحيه لِأَنَّهُ أَمَام مدرسة قانم بالكبش وَلذَا وَصفه الشَّيْخ الْعَالم الْفَاضِل شيخ الْقُرَّاء، قد حج وجاور غير مرّة وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس والخليل مرَارًا.
عمر بن أبي الْقسم بن معيبد القَاضِي تَقِيّ الدّين اليمني التعزي. ذكره الْعَفِيف عُثْمَان النَّاشِرِيّ فِي أثْنَاء كَلَام وَقَالَ أَنه صَاحب الْفضل الشهير وَالْأَدب الْكثير كتب إِلَى عمي يثني على دروسي لما وَردت عَلَيْهِ تعز فَكتبت إِلَيْهِ:
قَالَ: وَكنت اجْتمعت بِهِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين بزبيد وَحصل لي منظومة فِي مَشَايِخ شَيخنَا ابْن الْجَزرِي ووزر فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ مَعَ ذَلِك يكابد الْعِبَادَات وَلَا يفتر من الطَّاعَات، وَتُوفِّي بِمَدِينَة تعز آخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَحَضَرت دَفنه انْتهى، وَأَظنهُ ابْن عَم عمر بن مُحَمَّد بن معيبد الْآتِي. عمر بن قايماز فِي ابْن قيماز قَرِيبا.
عمر بن قديد بِالْقَافِ مكبر الرُّكْن أَبُو حَفْص بن الْأَمِير سيف الدّين القلمطائي بِفَتْح الْقَاف)
وَاللَّام وَسُكُون الْمِيم القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن قديد ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي غَايَة الرَّفَاهِيَة والحشمة تَحت كنف أَبِيه وَكَانَ من كبار الْأُمَرَاء ولي نِيَابَة الكرك واسكندر وَعمل لالة الْأَشْرَف شعْبَان بِحَيْثُ كَانَ هُوَ الْمُسَمّى لصَاحب التَّرْجَمَة وَغير ذَلِك وَمَعَ هَذَا كُله فَلم يكن يمانع لَهُ عَن الِاشْتِغَال بل هَانَتْ عَلَيْهِ خشونة الْعَيْش فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو وعَلى التقي الحلاوي وَحفظ غَيره من الْكتب العلمية وَعرض بَعْضهَا