فضل الله بن روزبهان بن فضل الله الْأمين أَبُو الْخَيْر ابْن القَاضِي بأصبهان أَمِين الدّين الخنجي الأَصْل الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الصُّوفِي وَيعرف بخواجه ملا. لَازم جمَاعَة كعميد الدّين الشِّيرَازِيّ وتسلك بالجمال الأردستاني وتجرد مَعَه وَتقدم فِي فنون من عَرَبِيَّة وَمَعَان وأصلين وَغَيرهَا مَعَ حسن سلوك وَتوجه وتقشف ولطف عشرَة وانطراح وذوق وتقنع، قدم الْقَاهِرَة فَتُوُفِّيَتْ أمه بهَا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَمَات شَيْخه الْجمال بِبَيْت الْمُقَدّس فَشهد دَفنه، وسافر إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فجاور بهَا أشهرا من سنة سبع وَثَمَانِينَ ولقيني بهَا فسر بعد أَن تكدر حِين لم يجدني بِالْقَاهِرَةِ مَعَ أَنه حسن لَهُ الِاجْتِمَاع بالخضيري فَمَا انْشَرَحَ بِهِ وَقَرَأَ على البُخَارِيّ بالروضة وَسمع دروسا فِي الْإِصْلَاح واغتبط بذلك كُله، وَكَانَ يُبَالغ فِي الْمَدْح بِحَيْثُ عمل قصيدة بديعة يَوْم خَتمه أنشدت بحضرتنا فِي الرَّوْضَة أَولهَا:
(روى النسيم حَدِيث الأحباء ... فصح مِمَّا روى أسقام أحشائي)
وَهِي عِنْدِي بِخَطِّهِ الْحسن مَعَ مَا قيل نظما من غَيره وَكَذَا عمل أُخْرَى فِي ختم مُسلم وَقد قَرَأَهُ على أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْفرج المراغي حِينَئِذٍ أَولهَا: