للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الطَّبَقَة الثَّامِنَة وَالْعِشْرين من طَبَقَات الشَّافِعِيَّة، وَابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخ حلب والتقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد والأقفهسي فِي مُعْجم ابْن ظهيرة والمقريزي فِي عقوده وَطوله وَآخَرُونَ وَكَانَ ذَا هَيْبَة عَظِيمَة ونزاهة وَقُوَّة نفس وحشمة وَدُنْيا متسعة كثير التودد إِلَى النَّاس مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام محببا إِلَيْهِم وَقبل ولَايَته كَانَ يسْلك طَرِيق ابْن جمَاعَة فِي التعاظم وَفِي الاعتناء بتحصيل نفائس الْكتب بِحَيْثُ حصل مِنْهَا شَيْئا كثيرا فَلَمَّا اسْتَقل بِالْقضَاءِ لَان جَانِبه كثيرا مَعَ تكرم على الطّلبَة بِالْإِطْعَامِ ومداراة لمن لَعَلَّه يقصر فِي حَقه بالستر مَعَ قدرته على هتكه بالانتقام وَعِنْدِي فِي ذَلِك حكايات، وَلم يعقب رَحمَه الله وإيانا.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق أَبُو عبد الله الْحَضْرَمِيّ وَالِد أبي بكر مِمَّن جمع بَين الشَّرِيعَة والحقيقة وَكَانَ أثر الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهرا مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَدفن بِمَدِينَة المهجم.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب الْبَدْر الْحِمصِي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن العصياتي وَسقط من نسبه مُحَمَّد قبل أَيُّوب. سمع من عمر بن عَليّ البقاعي وَغَيره من أَصْحَاب الحجار وتفقه وبرع وشارك فِي الْفَضَائِل، وَكتب على التَّنْبِيه تَعْلِيقا تلف فِي الْفِتْنَة وَكَانَ ذَا فَضِيلَة تَامَّة فِي الْفِقْه وذكاء مفرط وَسمع مِنْهُ الطّلبَة بحمص وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن مُوسَى وَهُوَ وَكَذَا شَيخنَا الأبي مِمَّن أَخذ عَنهُ وأجازا لِابْنِ فَهد وَجَمَاعَة من أَصْحَابنَا فَمن فَوْقهم، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لأولادي، وَابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الطَّبَقَة التَّاسِعَة وَالْعِشْرين وَهِي الْأَخِيرَة من طبقاته. مَاتَ)

فِي مستهل ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بحمص وَقَالَ شَيخنَا فِي صفر وَالْأول أثبت، وسمى المقريزي فِي عقوده وَالِده عبد الله بن مُحَمَّد وَهُوَ غلط وَقَالَ مولده قبل السّبْعين وَكَانَ فَقِيها عَالما بارعا قوي الْحِفْظ بِأخرَة لِأَنَّهُ سقط من مَكَان مُرْتَفع وَهُوَ رَاكب فرسه فانفلق دماغه فعولج حَتَّى تعافى فَعظم حفظه لهَذَا بِحَيْثُ حفظ عدَّة كتب وبرع فِي مُدَّة يسيرَة ودرس وَأفْتى وَمهر فِي العقليات والأدبيات وتصدر للإقراء وانتفع بِهِ الطّلبَة وَكثر الآخذون عَنهُ مَعَ الدّين المتين وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وإكبابه على الإشغال والاشتغال حَتَّى مَاتَ. قلت: وَمن شُيُوخه بِدِمَشْق الْجمال الطيماني وَابْن الشريشي وبدمشق صُحْبَة أَبِيه جمَاعَة ونظم تَارِيخ ابْن كثير فِيمَا قيل وَقد اختصر الأَصْل وَلَده الْآتِي فِي أَربع مجلدات. وَأَيوب وجده مِمَّن يذكر فِي الْفُضَلَاء.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن بركَة بن حجي بن ضوء الشَّمْس العبدلي الدِّمَشْقِي الجراعي المزين الشَّاعِر الشهير. ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

<<  <  ج: ص:  >  >>