الْكرْمَانِي والبرماوي وَشَيخنَا وَآخر أخصر مِنْهُ وَله التَّوْضِيح للأوهام الْوَاقِعَة فِي الصَّحِيح ومبهمات مُسلم أَيْضا وقرة الْعين فِي فضل الشَّيْخَيْنِ والصهرين والسبطين وَشرح الشفا والمصابيح وَلكنه لم يكمل والذيل على تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية وَغير ذَلِك وأدمن قِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ والشفا خُصُوصا بعد وَفَاة وَالِده وَصَارَ مُتَقَدما فِي لغاتها ومبهماتها وَضبط رجالها لَا يشذ عَنهُ من ذَلِك إِلَّا النَّادِر وَلما كَانَ شَيخنَا بحلب لَازمه واغتبط شَيخنَا بِهِ وأحبه لذكائه وخفة روحه حَتَّى أَنه كتب عَنهُ من نظمه:
(الطّرف أحور حوى رقى غنج نُعَاس ... وَقد قد القنا أهيف نضر مياس)
(ريقتك مَاء الحيا يَا عاطر الأنفاس ... عذارك الْخضر يَا زيني وَأَنت الياس)
وَصدر شَيْخي كِتَابَته لذَلِك بقوله وَكَانَ قد ولع بنظم المواليا وَوَصفه بالامام موفق الدّين وَمرَّة بالفاضل البارع الْمُحدث الْأَصِيل الباهر الَّذِي ضاهى كنيه فِي صدق اللهجة الماهر الَّذِي ناجى سميه فَفَدَاهُ بالمهجة الْأَخير الَّذِي فاق الأول فِي البصارة والنضارة والبهجة أمتع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ وَأذن لَهُ فِي تدريس الحَدِيث وَأفَاد بِهِ فِي حَيَاة وَالِده وراسله بذلك بعد وَفَاته فَقَالَ وَمَا التمسه أبقاء الله تَعَالَى وأدام النَّفْع بِهِ كَمَا نفع بِأَبِيهِ وبلغه من خيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مَا يرتجيه من الْإِذْن لَهُ بالتدريس فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ فقد حصلت بغيته وحققت طلبته وأذنت لَهُ أَن يقرئ عُلُوم الحَدِيث مِمَّا عرفه ودريه من شرح الألفية لشَيْخِنَا حَافظ الْوَقْت أبي الْفضل وَمِمَّا تلفقه من فَوَائِد وَالِده الْحَافِظ برهَان الدّين تغمده الله تَعَالَى برحمته وَمن غير ذَلِك مِمَّا حصله بالمطالعة واستفاده بالمراجعة وَكَذَا غير الشَّرْح الْمَذْكُور من سَائِر عُلُوم الحَدِيث وَأَن يدرس فِي مَعَاني الحَدِيث كل كتاب قرئَ لَدَيْهِ ويقيد مَا يُعلمهُ من ذَلِك إِذا قَرَأَهُ هُوَ وَسمع عَلَيْهِ وأسأله أَن لَا ينساني من صَالح دعواته فِي مجَالِس الحَدِيث النَّبَوِيّ إِلَى آخر كَلَامه وَقد لَقيته بحلب وَسمع بِقِرَاءَتِي وَسمعت بقرَاءَته بل كتبت عَنهُ من نظمه سوى مَا تقدم مَا أثْبته فِي)
مَوضِع آخر وَزَاد اغتباطه بِي وَبَالغ فِي الإطراء لفظا وخطا وَكَانَت كتبه بعد ذَلِك ترد على بالاستمرار على لمحبة وَفِي بَعْضهَا الْوَصْف بشيخنا وَكَانَ خيرا شهما مبجلا فِي ناحيته منعزلا عَن بني الدُّنْيَا قانعا باليسير محبا للانجماع كثير التَّوَاضُع والاستئناس بالغرباء والأكرام لَهُم شَدِيد التخيل طارحا للتكلف ذَا فَضِيلَة تَامَّة وذكاء مفرط واستحضار جيد خُصُوصا لمحافيظه وحرص على صون كتب وَالِده قل أَن يُمكن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute