للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(لحى الله داريا فنجل خطيبها ... على الله فِي هَذَا الزَّمَان قد افترى)

(تنبأ فِينَا بالضراط وشعره ... فَكَانَ على الْحَالين معْجزَة خرى)

وَمِمَّا كتبه عَنهُ شَيخنَا أَبُو النَّعيم الْمُسْتَمْلِي مَا أنْشدهُ إِيَّاه فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين من نظمه

(يَا أخلاي والحياة غرور ... اذْكروا الْمَوْت فالمصير إِلَيْهِ)

(وَاعْمَلُوا صَالحا يسر فَلَا ب ... د يَقِينا من الْقدوم عَلَيْهِ)

وَمن نظمه:

(وَكنت إِذا الْحَوَادِث دنستني ... فزعت إِلَى المدامة والنديم)

(لأغسل بالكؤوس الْهم عني ... لِأَن الراح صابون الهموم)

وَقَوله:

(بدا بِوَجْه جميل ... قد شرف الْحسن قدره)

(فِي شمسه كل صب ... يود يبْذل بدره)

وَكتب لَهُ شَيخنَا فِي رَمَضَان:

(أَلَيْسَ عجيبا بِأَنا نَصُوم ... وَلَا نشتكي من أَذَى الصَّوْم غما)

(ونسغب وَالله فِي نسكنا ... إِذا نَحن لم نرو نثرا ونظما)

)

فَأَجَابَهُ بقوله:

(أيا شهابا رقى فِي الْعلَا ... فأمطرنا نوؤه العذب قطرا)

(إِلَى فقرة مِنْك يَا فقرنا ... ونستغن إِن قلت نظما ونثرا)

وَقد كثر ولع الشُّعَرَاء بِهِ مِمَّا هُوَ مَشْهُور فَلَا نطيل بِهِ وَمن ذَلِك قَول عويس الْعَالِيَة:

(أيا معشر الصحب مني اسمعوا ... مقالي ولس أُخْت من ينتكي)

(أَلا فالعنوا آكلين الْحَشِيش ... وبولوا على شَارِب البشتكي)

والبشتكي ضرب من المسكرات كالتمر بغاوي وَنَحْوه.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشَّمْس بن الْبُرْهَان بن الأدمِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة وَسمع من ابْن الفصيح بعض مُسْند أَحْمد وَمن نَاصِر الدّين بن الْفُرَات بعض الشفا، وَحدث أَخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ. وَقَالَ البقاعي أَنه كَانَ متكلما فِي اعْتِقَاده شاع عَنهُ مَا دلّ على تمذهبه بِمذهب ابْن عَرَبِيّ قَالَ: وَقد أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَإِنَّمَا كتبته للتحذير مِنْهُ فَعَلَيهِ من الله مَا يسْتَحق وَوَقع فِي حق السَّيِّد يُوسُف الصّديق عَلَيْهِ السَّلَام بِمَا يُوجب ضرب الْعُنُق. انْتهى فَالله أعلم.

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشَّمْس المرداوي ثمَّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي نزيل الْجَامِع المظفري.

ولد سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع الْمُحب الصَّامِت وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس ومُوسَى بن عبد الله المرداوي وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَآخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد وَكَانَ يخالط الأكابر. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين وَدفن بِأَعْلَى الرَّوْضَة من سفح قاسيون رَحمَه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>