للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إِنَّه شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَرَأَيْت بخطى وَصفه بالحنفي وَمَا علمت مستندي فِيهِ وَكَانَ مَعَ ذَلِك يدْرِي الْقرَاءَات وَاقْتصر على اللبَاس الحقير الزَّائِد الخشونة وَلذَا يقنع باليسير من الْقُوت وتوزع جدا بِحَيْثُ أَنه لم يكن يقبل من أحد شَيْئا وَمَتى علم أَن أحدا من الباعة حاباه لكَونه عرفه لم يعد إِلَيْهِ وللخوف من ذَلِك كَانَ يتنكر وَيَشْتَرِي بعد الْعشَاء قوت يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَكَانَ النَّاس يبيتُونَ بالشيخونية رَجَاء رُؤْيَته وَأقَام على هَذِه الطَّرِيقَة أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة وكراماته كَثِيرَة وَكَانَ فريدا فِيهَا لم يكن فِي عصره من يدانيه فِي طَرِيقَته قَالَ الْعَيْنِيّ وَثَبت بالتواتر أَنه أَقَامَ أَكثر من عشْرين سنة لَا يشرب المَاء أصلا وَكَانَ يقْضِي أَيَّامه بالصيام ولياليه بِالْقيامِ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ وَتقدم الْعَيْنِيّ النَّاس فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ. قَالَ شَيخنَا وَمن عجائب أمره أَنه لما مَاتَ كَانَ الْجمع فِي جنَازَته موفورا وَأكْثر النَّاس كَانُوا لَا يعلمُونَ بِحَالهِ وَلَا بسيرته فَلَمَّا تسامعوا بِمَوْتِهِ هرعوا إِلَيْهِ وَنزل السُّلْطَان من القلعة فصلى عَلَيْهِ بالرميلة وأعيد إِلَى الخانقاه فَدفن بهَا بجوار أكمل الدّين وَحمل نعشه على الْأَصَابِع وتنافس النَّاس فِي شِرَاء ثِيَاب بدنه واشتروها بأغلى الْأَثْمَان فاتفق أَن جملَة مَا اجْتمع من ثمنهَا حسب فَكَانَ قدر مَا تنَاوله من الْمَعْلُوم من أول مَا نزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ لَا يزِيد وَلَا ينْقض وعد هَذَا من كراماته رَحمَه الله ونفعنا بِهِ. وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن أَحْمد بن هبة الله بن أَحْمد بن يحيى شهَاب الدّين بن جمال الدّين بن نَاصِر الدّين بن كَمَال الدّين بن عز الدّين أبي البركات بن الصاحب محيي الدّين أبي عبد الله بن نجم الدّين بن جلال الدّين أبي الْفضل بن مجد الدّين أبي غَانِم بن جمال الدّين بن نجم الدّين الْعقيلِيّ بِالضَّمِّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَخُو الْكَمَال بن العديم قَاضِي مصر وَيعرف بِابْن العديم وبابن أبي جَرَادَة. ولد فِي ثَالِث عشر صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فَسمع من أَبِيه والكمال مُحَمَّد بن عمر بن حبيب والشرف أبي بكر الْحَرَّانِي والبدر مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي سَالم بن إِسْمَاعِيل الْحلَبِي وَابْن صديق وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ مَحْمُود المنبجي وَابْن الهبل وَابْن السيوفي وَابْن أميلة وَابْن النَّجْم

وزغلش وَابْن قَاضِي الْجَبَل ومُوسَى بن فياض وَغير وَاحِد وَكَانَ يذكر أَنه كتب توقيعه بِقَضَاء بَلَده بعد الْفِتْنَة كجميع من أوردته من آبَائِهِ إِلَّا مُحَمَّد الثَّانِي وَلكنه لم يُبَاشر وَقَول شَيخنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>