قماش مَعَه مَعَ عدم حَظّ لَهُ فِي ذَلِك لغَلَبَة سَلامَة الْفطْرَة عَلَيْهِ وَكَونه فِي أَكثر أوقاته مُتَوَجها وَتَمَادَى فِي ذَلِك حَتَّى سَافر من مَكَّة لهرموز بمتجر أَكثر مِمَّا استدانه فَبَاعَهُ أكْرم بيع وأكرمه صَاحبهَا وَعَاد على أحسن وَجه فَخرج عَلَيْهِم السراق فسلبوهم فتوصل لعدن فَأكْرمه ابْن طَاهِر وتبضع من هُنَاكَ وَركب الْبَحْر رَاجعا راجيا الاستشراف على وَفَاء دينه فَمَاتَ على ظهر الْبَحْر فِي أثْنَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن هُنَاكَ، وتأسفنا على فَقده فقد كَانَ فِي الصّلاح وَالْخَيْر بمَكَان مِمَّن كنت أستأنس بلحظه وَأسر باغتباطي بِهِ رَحمَه الله وعوضه وإيانا الْجنَّة.) ::: مُحَمَّد بن سَلامَة أَبُو عبد الله التوزري المغربي ثمَّ الكركي نزيل الْقَاهِرَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: اشْتغل كثيرا وهر فِي الْأُصُول والمعقول والتصوف وَصَحب الظَّاهِر برقوق لما سجن بالكرك، وَقدم عَلَيْهِ الْقَاهِرَة بعد عوده إِلَى السلطنة فأنزله بَيت الدوادار وَبَالغ فِي إكرامه بِحَيْثُ أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ الِاجْتِمَاع بِهِ أرسل إِلَيْهِ من مركوبه الْفَحْل المطهم بالسرج الذَّهَب والكنبوش الزركش مَعَ كَونه لابسا مسحا أسود. وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى مقَالَة ابْن عَرَبِيّ وَوَقعت لَهُ مَعَ شَيخنَا البُلْقِينِيّ منازعات، اجْتمعت بِهِ وَسمعت كَلَامه. وَمَات فِي ربيع الأول سنة سِتّ. وَقَالَ غَيره إِن السُّلْطَان كَانَ يجلسه فَوق القَاضِي الشَّافِعِي وَأَنه لم يكن يقبل من أحد شَيْئا من المَال وَلَا عدل عَن لبس العباءة. قَالَ المقريزي وَالنَّاس فِيهِ بَين مفرط فِي مدحه ومفرط فِي الغض مِنْهُ، وَلما مَاتَ تولى يلبغا السالمي تَجْهِيزه وَبعث إِلَيْهِ السُّلْطَان بِمِائَتي دِينَار للْقِرَاءَة على قَبره أسبوعا وَنَحْو ذَلِك. مُحَمَّد بن سَلامَة الْحَنَفِيّ. سمع على ابْن صديق وَابْن ظهيرة وَكَأَنَّهُ ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عمر بن سَلامَة الْمَاضِي نسب لجده الْأَعْلَى. مُحَمَّد بن سُلْطَان بن أَحْمد الْكَمَال الدِّمَشْقِي أَخُو إِبْرَاهِيم وَأبي بكر الْمَذْكُورين. مِمَّن يَنُوب فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق وأجزت لِوَلَدَيْهِ قطب الدّين مُحَمَّد ومحيي الدّين عبد الْقَادِر. مُحَمَّد بن سُلْطَان القادري. هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن سُلْطَان نسب لجده. مُحَمَّد بن سلمَان بن عبد الله الشَّمْس الْحَرَّانِي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْخَرَّاط. أَصله من الشرق وَقدم بِهِ أَبوهُ وَهُوَ طِفْل فسكن حماة فولد لَهُ ابْنه هَذَا فتعانى أَولا صَنْعَة الخرط ثمَّ تَركهَا وَأَقْبل على الْعلم فَأخذ عَن الشّرف يَعْقُوب خطيب القلعة وَالْجمال أبي المحاسن بن خطيب المنصورية بحماة وزوجه أُخْته وبدمشق عَن الزين عمر بن مُسلم الْقرشِي، ودأب حَتَّى حصل من كل فن طرفا جيدا، وَقدم حلب بعد التسعين فَنزل بِالْمَدْرَسَةِ الصلاحية وناب فِي الحكم عَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute